ان تناول جرعات داعمة من معدن الكروم يفيد في تحسين فعالية مضادات السكري الكلاسيكية المعروفة، هذا ما افضت اليه دراسة سريرية في مجلة"ديابيت كير"التابعة للجمعية الاميركية للسكري. العلماء من مركز"بيننغتون بيوميدكال"للأبحاث في ولاية لويزيان، ومن مدرسة طب جامعة فيرمونت، شرعوا بدراسة شملت 29 مريضاً يعانون من الداء السكري الكهلي، وعلى مدى 6 أشهر متواصلة اعطي لقسم من هؤلاء دواء كلاسيكياً يخفض السكر، مع جرعة داعمة من الكروم مقدارها 1000 ميكروغرام، في حين ان الباقين اخذوا العقار المضاد للسكر نفسه، ولكن بالإضافة الى دواء البلاسيبو الوهمي، عوضاً عن الكروم. فما الذي حصل؟ الذي حصل ان الباحثين سجلوا فاعلية افضل للعقار المضاد للسكري عند آخذي الجرعات الداعمة من معدن الكروم بالمقارنة بالآخرين الذين تناولوا العقار مع البلاسيبو، وهذا يدل على ان الكروم يزيد من الحساسية على هرمون الانسولين في ضبط مستوى سكر الدم. وطبعاً هذا لا يعني ان على المصابين بالداء السكري الكهلي ان ينساقوا وراء اضافة الكروم الى المعالجات التي يتناولونها، فحري بهم ان يتحدثوا الى اطبائهم حول هذا الموضوع. يجدر التذكير هنا، بأن صانعي مكملات معدن الكروم في بلاد العم سام، والتي تعرف باسم"بيكولينات الكروم"كانوا طلبوا في العام الماضي من ادارة الغذاء والدواء الاميركية الضوء الاخضر لإضافة عبارة"يقي من السكري، او يقي من المشكلات المرافقة للسكري..."غير ان الادارة رفضت الطلب جملة وتفصيلاً. اكتشف عالم كيماوي فرنسي معدن الكروم في العام 1797، ولم تتبين اهميته الصحية والغذائية إلا بعد مرور 200 عام على هذا الاكتشاف، اذ استطاع علماء ألمان يعملون في اميركا ان يطلعوا على فائدة الكروم في تنظيم مستوى سكر الدم من خلال تجارب اجريت على الحيوانات. يتدخل معدن الكروم في عمليات استقلاب وامتثال السكاكر، ويشارك في تدعيم عمل هرمون الانسولين، ويلعب دوراً بارزاً في صنع الكوليسترول والأحماض الدهنية، ويسهم في استقلاب الحامض النووي الى المادة الوراثية. ان نقص معدن الكروم في الجسم يؤدي الى زيادة مستوى هرمون الانسولين، والى ارتفاع منسوب سكر الدم، والى زيادة مستوى الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم. لقد دلت البحوث ان الاشخاص الذين يعانون من الداء السكري يملكون مستوى متدنياً من معدن الكروم في دمائهم مقارنة بالذين يتمتعون بصحة جيدة. ان نقص مستوى الكروم في الجسم حتى ولو كان طفيفاً يؤدي الى خلق بعض الفوضى في مجرى العمليات الاستقلابية والى تشجيع تكوّن الخثرات الدموية، التي غالباً ما تسبب ازمات قلبية وعائية. ان نقص الكروم في الجسم يشاهد بكثرة لدى الاشخاص الذين دخلوا خريف العمر، وكلما توغل الشخص في السن تعرض لنقص الكروم، وهذا يعود في الواقع الى أمرين مهمين: الأول ان الحجة لهذا المعدن تزداد مع التقدم في العمر، والثاني هو التقاعس في تلبية هذه الحاجة المتزايدة، خصوصاً ان عمليات التصفية والتكرير التي تطاول الاغذية ذهبت بالكثير من الكروم المتوافر فيها. ايضاً افادت الدراسات الحديثة بأن الشيوخ ليسوا وحدهم الذين يتعرضون لخطر نقص الكروم، بل ان غالبية الناس يعانون من هذه المشكل، وبحسب البحاثة فإن المتهم الاكبر هو الاطعمة التي يلجأ اليها الناس باستمرار، مثل الحليب والمعلبات والسكريات والحلويات والمشروبات الغازية. وحتى الاغذية التي تعتبر"صحية"، كالفواكه والعصائر، تعمل على افراغ الجسم من المخزون الكرومي، وما يزيد الطين بلة، ان كل انواع الشدة النفسية والجسمانية قادرة على سحب معدن الكروم من الجسم، الى درجة ان بعض العلماء نادى بضرورة أخذ المكملات الغذائية الغنية به، لأن الاغذية الحالية لم تعد كافية لمد الجسم بالاحتياجات اللازمة منه. ان الحاجة اليومية من الكروم تتراوح بين 50 و200 ميكروغرام يومياً، ومن أهم الاغذية الغنية به اللحوم، ومنتجات البحر، والخميرة والخس، والبصل، والثوم، والكبد، والحبوب الكاملة.