لم يقدم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة أي موقف جديد في شأن الملف النووي لبلاده والذي يستحوذ على اهتمام قادة الدول المجتمعين في نيويورك. وجدد التأكيد على حق بلاده في حيازة الطاقة النووية وقدم مطالعة طويلة ضد السياسة الأميركية متهماً اياها باستخدام الاممالمتحدة لمصلحتها. وركز الرئيس الايراني على ازدواجية المعايير في النظام الدولي السائد، وتساءل:"هل ستحاسب الأممالمتحدة حكومتي الولاياتالمتحدة أو بريطانيا"على ممارستهما العدوان والاحتلال وانتهاكهما للقانون الدولي، علماً انهما عضوان دائمان في مجلس الأمن". وشدد على أن تصرف بعض الدول يشكل"التحدي الرئيسي لمجلس الأمن وللمنظمة الدولية برمتها". وكان لافتاً أن كلمة نجاد تركزت على طرح الأسئلة وليس توضيح السياسات، في ما يخص الملف النووي، اذ تساءل عن الغاية من وراء تكديس بعض الدول للأسلحة النووية، وقال:"هل تهدف هذه الأسلحة القاتلة الى تعزيز السلام والديموقراطية أو هي أدوات لتهديد الشعوب والحكومات؟". واتهم نجاد"محتلي"العراق ب"بذل الجهود في السر والعلن، لتعزيز عدم الاستقرار وتوسيع الخلافات داخل المجتمع العراقي وإشعال حرب أهلية"، مشدداً على عجز مجلس الأمن عن إعادة السلام والاستقرار الى العراق، طالما ان المحتلين أعضاء في المجلس. كما انتقد دور مجلس الأمن في الحرب على لبنانوفلسطين، وأعرب عن أسفه لأن النظام الإسرائيلي يشكل"مصدراً دائماً للتهديد وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط... وعائقاً امام تقدم دول المنطقة وأداة تستخدمها بعض القوى لتقسيم شعوب المنطقة والضغط عليها". وقال نجاد ان"كل نشاطاتنا النووية شفافة وسلمية وتحت الرقابة الدقيقة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وفي اشارة الى الولاياتالمتحدة، انتقد"الذين انتجوا قنابل ذرية واستخدموها ويا للاسف ضد الانسانية". وانتقد ايضاً"القوى المهيمنة"التي"تفرض سياساتها القائمة على الاستبعاد في الهيئات الدولية بما فيها مجلس الامن". وقال:"لا يستخدم مجلس الأمن على ما يبدو الا لتوفير امن وحقوق بعض القوى العظمى"، فيما تحض واشنطن هذا المجلس على فرض عقوبات على طهران بسبب رفضها تعليق نشاطاتها النووية. وفي ما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان، أسف نجاد لمنع مجلس الامن"من قبل بعض القوى العظمى من الدعوة الى وقف اطلاق النار"، في اشارة اخرى الى الولاياتالمتحدة. وانتقد ايضاً"ابطال الديموقراطية المزعومين"الاميركيين وحلفاءهم لرفضهم الاعتراف ب"بالحكومة التي انتخبها بصورة ديموقراطية"الفلسطينيون في الانتخابات التي فازت بها حركة حماس التي تعتبرها واشنطن والاوروبيون واسرائيل حركة ارهابية. ودان الرئيس الايراني اسرائيل التي وصفها بأنها"مصدر للتهديد وعدم الاستقرار"في الشرق الاوسط. ورأى ان الدولة العبرية أنشئت على"ارض فلسطين"بعد الحرب العالمية الثانية"بحجة حماية بعض الناجين"، من دون ان يذكر"المحرقة". وقال ان"حكومة اقيمت على ارض الآخرين واستقبلت سكاناً جاؤوا من العالم اجمع لقاء دفع الملايين من السكان الشرعيين لهذه الارض الى المنفى. ومع الأسف، كان هذا النظام منذ اقامته مصدراً دائماً للتهديد وغياب الامن في الشرق الاوسط وشن حروباً واهرق دماء وعرقل تطور دول المنطقة". وبالنسبة الى العراق، رأى ان"المحتلين عاجزون عن بسط الامن ولا يملكون الارادة السياسية الضرورية للقضاء على مصادر عدم الاستقرار". وقال:"لا يمر يوم في العراق، من دون مقتل مئات بدم بارد والمحتلون عاجزون عن احلال الامن"في هذا البلد. وأضاف نجاد:"على رغم وجود حكومة وجمعية وطنية شرعية في العراق تبذل جهود للتركيز على غياب الامن ولتضخيم وتعزيز الخلافات داخل المجتمع العراقي والتحريض على النزاع الاهلي"، مشيراً الى انه"ليس هناك اي مؤشر على ان المحتلين يملكون الارادة السياسية اللازمة للقضاء على مصادر الاضطراب". ورأى ان"تكثف القتال في العراق والارهاب يستخدمان ذريعة للابقاء على وجود قوات اجنبية"في هذا البلد، داعياً العراقيين الى مساعدة من مجلس الامن الدولي لان الولاياتالمتحدة وحليفتها بريطانيا تهيمنان عليه. وقال ان"غياب الامن في العراق يؤثر في المنطقة برمتها. هل يمكن لمجلس الامن ان يلعب دوراً في اعادة السلام والامن بينما المحتلون انفسهم اعضاء دائمون فيه؟".