قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طمأن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى أن أي حكومة وحدة وطنية يتفاوض بشأنها مع حركة المقاومة الاسلامية حماس سوف تعترف بحق اسرائيل في الوجود. وقال عريقات ان عباس ناقش مع ليفني عددا من القضايا في ساعة متأخرة من أمس الاثنين بدءا من قضية الجندي غلعاد شاليت الذي يحتجزه نشطاء فلسطينيون وحتى كيفية احياء خطة خريطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط. كما ناقش الاثنان الاستعدادات لاجتماع أرجئ منذ فترة طويلة بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت. وأجريت محادثات عباس وليفني على هامش افتتاح الدورة الجديدة لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال عريقات للصحافيين ان من المتوقع اجراء سلسلة من الاجتماعات بين عباس واولمرت وليس اجتماعا واحدا. وأعرب عن أمله في امكانية اطلاق الجندي الاسرائيلي قريبا الى جانب سجناء فلسطينيين لدى اسرائيل ولكنه لم يرغب في الحديث عن وضع الجهود الرامية لاطلاق سراحهم خشية أن يضر ذلك باتفاق يجري الاعداد له. وقالت ليفني للصحافيين ان المحادثات"المهمة والبناءة"تطرقت الى الوضع في الاراضي الفلسطينية وكيفية دعم السلام والخطوات المقبلة. وأضافت:"القضية الاولى والاكثر أهمية على الاطلاق بالنسبة الى اسرائيل هي اطلاق غلعاد شاليت بدون شروط". واعتبرت أن من المهم بالنسبة الى اي حكومة وحدة وطنية فلسطينية أن تنبذ العنف وتعترف باسرائيل وتقبل اتفاقات السلام الموقتة بين اسرائيل والفلسطينيين. وردا على سؤال عما اذا كانت حكومة وحدة وطنية ستقبل تلك الشروط قال عريقات ان موقف عباس واضح. وقال انه عندما يقول الفلسطينيون انه تم التوصل الى اتفاق بأن أي حكومة فلسطينية ستحترم التزامات وتعهدات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية فإن ذلك ما يعنيه الرئيس عباس. وكان هذا الاجتماع الثاني بين ليفني وعباس منذ تولي"حماس"السلطة في آذار مارس. وأدى تولي الحركة السلطة الى تجميد معظم المساعدات الاجنبية للفلسطينيين. وقالت ليفني في حديث للأذاعة الاسرائيلية أمس، انه من الصائب اعادة فتح قناة الحوار مع الفلسطينيين"لتكون قناة دائمة، خصوصاً حيال تعقيدات الوضع الفلسطيني الداخلي المتفاقمة منذ صعود حركة حماس الى الحكم". وكررت ان"حماس"ليست شريكة في أي حوار بين اسرائيل والفلسطينيين طالما لم تنفذ الشروط الثلاثة"ما يحتم علينا الحفاظ على قناة الاتصال مع ابو مازن". وتابعت ان الهدف المشترك لاسرائيل ولرئيس السلطة الفلسطينية هو تحقيق حل الدولتين"وقد تنشأ بيننا نقاشات حول سبل الوصول الى هذا الحل ولا احد يؤمن بأنه يمكن التوصل الى تسوية دائمة للصراع بين ليلة وضحاها". وزادت ان الخطة المطروحة على الطاولة الآن للتوصل الى حل هي خريطة الطريق الدولية"على ان نضمن مجموعة من المصالح التي تخصنا". ورداً على سؤال عن فرص تشكيل حكومة وحدة فلسطينية قالت ليفني انها أوضحت لرئيس السلطة الفلسطينية ولنظرائها من أرجاء العالم انه بغض النظر عن تركيبة أي حكومة فلسطينية، ينبغي عليها قبول الشروط الدولية الثلاثة للاعتراف بها: الاعتراف باسرائيل ونبذ الارهاب واحترام الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل. الى ذلك، افادت صحيفة"هآرتس"نقلاً عن مسؤولين أميركيين ان واشنطن لا تتوقع من اسرائيل القيام بخطوات سياسية جدية في استئنافها الحوار مع رئيس السلطة الفلسطينية، وأنها لا تتطلع الى ما هو أبعد من عقد لقاءات على مستوى رفيع معه واطلاق سراح اسرى وتحسين الشروط في المعابر الحدودية. وأضافت ان الادارة الاميركية لا تعتزم حض اسرائيل على منح المفاوضات مع عباس زخماً كبيراً أو اتخاذ خطوات جدية باتجاه تنشيط العملية السياسية. من جهتها، ذكرت صحيفة"معاريف"امس ان جهات اسرائيلية وفلسطينية أجرت في الأشهر الأخيرة محادثات سرية في كل من باريسومدريد حول آفاق حل الصراع العربي - الاسرائيلي، وتمكنت من بلورة مسودة اتفاق يهدف الى وقف تام للنار واستئناف المفاوضات حول التسوية الدائمة. واضافت الصحيفة ان اثنين من مستشاري الرئيس الفلسطيني وأبرز مقربيه شاركوا في ثلاثة اجتماعات حضرها ثلاثة اسرائيليين، أحدهم مسؤول أمني سابق وآخر من مستشاري رئيس الحكومة السابق ارييل شارون والثالث خبير في اجراء مفاوضات سياسية، وزادت ان وسطاء أوروبيين كباراً شاركوا في الاجتماعات. وكتبت الصحيفة ان الأوساط القريبة من رئيس السلطة الفلسطينية باتت تؤيد فكرة اقامة دولة فلسطينية في حدود"موقتة"شرط ان يقدم المجتمع الدولي ضمانات بإنهاء الاحتلال في جدول زمني محدد. وتابعت هذه الأوساط انها ترى الى وجوب ان تبادر اسرائيل الى خطوة استراتيجية تقوم على مبدأ"سورية أولاً"لاعتقادها ان دفع التفاوض في هذا المسار سيساهم في اخراج عجلة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين من الوحل. وزادت الصحيفة ان اثنين من الفلسطينيين الثلاثة الذين شاركوا في المفاوضات"وهما لبنانيان سابقان"تربطهما علاقات خاصة برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اجريا مفاوضات مع الاسرائيليين، خلال اجتماع ثالث في مدريد جرى إبان الحرب على لبنان، ووضعوا معاً خطة لوقف النار وعقد صفقة تبادل اسرى مع"حزب الله"، إلا ان أحد مستشاري رئيس الحكومة الاسرائيلية رفض الاتفاق وابلغ المفاوضين الاسرائيليين ان اسرائيل لن توقف الحرب قبل دحر"حزب الله". وكان عباس اجرى محادثات الاثنين في نيويورك مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تناولت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تبدو واشنطن متشددة حيال شروط تشكيلها. وعقد اللقاء في احد الفنادق الكبرى في نيويورك بعيد وصول عباس للمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال الناطق باسم الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة ان عباس"اطلع وزيرة الخارجية على الجهود التي تبذل لتشكيل حكومة وحدة وطنية لكن الموقف الاميركي الذي يطالب بان تحترم الحكومة بشكل واضح شروط اللجنة الرباعية، لم يتغير". وكانت اللجنة الرباعية اكدت عند تولي الحكومة التي شكلتها حركة المقاومة الاسلامية حماس مهماتها، ضرورة اعترافها بحق اسرائيل في الوجود وبالاتفاقات الفلسطينية الاسرائيلية المبرمة وتخليها عن العنف. الا ان"وثيقة الاسرى": التي يرتكز اليها البرنامج السياسي للحكومة المزمع تشكيلها لا تتضمن الا اعترافاً ضمنياً بحق اسرائيل في الوجود. من جهته، صرح الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان"الحكم على سياسة وبرنامج اي حكومة فلسطينية سيتم حسب المعايير القائمة حاليا اي المبادئ التي عددتها اللجنة الرباعية". ومن المقرر ان يلتقي عباس اليوم الاربعاء في نيويورك الرئيس الاميركي جورج بوش عند الساعة 9.30 بالتوقيت المحلي 13.30 تغ.