أجرى عدد من الرؤساء الأفارقة مشاورات مكثفة في نيويورك أمس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم لاحتواء الأزمة بين المجتمع الدولي والخرطوم بسبب رفض الأخيرة نشر قوات دولية في إقليم دارفور. وطرحوا مجموعة من الأفكار للخروج من الأزمة الحالية، أبرزها تمديد مهمات القوات الأفريقية المنتشرة في الإقليم الى منتصف العام المقبل. ويُنتظر أن يطرح مشروع في هذا الشأن على قمة زعماء الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن الافريقي التي تعقد اليوم بمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير. وصعّدت الولاياتالمتحدة ضغوطها على السودان للموافقة على نشر القوات الدولية. وكشف السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون خلال جلسة علنية لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في السودان، أن بلاده ستطرح مشروع قرار جديد على المجلس"يهدف الى تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة في السودان تنتهي في 24 أيلول سبتمبر الجاري لمدة ستة أشهر"وتوسيعها لتشمل مهماتها ما نص عليه القرار الدولي الرقم 1706 الداعي إلى نشر قوة دولية في دارفور. وأعلن عزم الولاياتالمتحدة والدنمارك عقد اجتماع لمجلس الأمن على المستوى الوزاري في شأن السودان الجمعة المقبل، على هامش أعمال الدورة الواحدة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يضم"جميع أعضاء مجلس الأمن، إضافة الى وزراء خارجية الدول المهتمة بالشأن السوداني"، بما في ذلك مصر والجزائر. وأعرب عن أمله في أن"يمدد الاتحاد الافريقي ولاية قواته في دارفور الى نهاية العام الجاري بينما يتم التحضير لنشر القوات الدولية". ويعقد مجلس السلم والأمن الإفريقي اجتماعا على مستوى الرؤساء اليوم في نيويورك، بمشاركة البشير. وقال مندوب السودان لدى الأممالمتحدة السفير محمود عبدالحليم إن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الفا عمر كوناري سيطرح خلال الاجتماع خيارين،"الأول سحب القوات الأفريقية من دارفور، وهذا سيخلق فراغاً امنياً هناك وربما يعرض قوات الاتحاد الإفريقي للخطر، والخيار الثاني هو تمديد فترة بقاء قوات الاتحاد الافريقي حتى نهاية العام مع توفير التمويل اللازم واستمرار الحوار فى هذه الفترة بين الحكومة والأممالمتحدة"، مشيراً إلى أن"الاجتماع من شأنه مناقشة خيارات أخرى". وعُلم ان مجموعة تضم رئيس جنوب أفريقيا تابو مبيكي والرئيس النيجيري اولسيغون اوباسانجو ستطرح"مقترحات تتضمن تمديد مهمة القوة الإفريقية حتى منتصف العام المقبل، على أن تبذل الأطراف كافة جهدها الكامل لإحلال تسوية شاملة في دارفور تنهي حال العنف المتزايدة في الإقليم". وذكرت مصادر رسمية في الخرطوم أن البشير"أبدى تحفظاً حيال بعض النقاط"المطروحة، وطالب"بإيجاد صيغ تبطل مفعول القرار 1706 أو تؤكد توفير ضمانات تجاوزه حتى يصبح المقترح الإفريقي جديراً بالدراسة واقرب الى التطبيق". غير أن مراقبين وصفوا المقترح الإفريقي بأنه"اقرب الى الواقعية". وينتظر أن تطرح جنوب أفريقيا هذا الاقتراح على قمة رؤساء مجلس السلم والأمن الذي ترأسه بوركينا فاسو ذات المواقف المعتدلة تجاه السودان، بعدما عرضت مسودته النهائية على البشير ظهر أمس فى نيويورك للموافقة عليها بعد تسوية التحفظات التي تعكف لجان الوساطة عليها. وأفادت تقارير في الخرطوم أن الرئيس الاميركى جورج بوش حاول استباق الاجتماع الافريقي بعقد قمة مصغرة مع رؤساء منتقين من دول افريقية، بغرض التأثير في موقف الاتحاد الإفريقي الذي بدأ يتجه إلى الإجماع على تمديد مهماته. وقال مراقبون إن"الإدارة الأميركية لا ترفض مقترح التمديد، خصوصاً أنها تحتاج الى فترة من الوقت لا تقل عن تسعة شهور لتجهيز القوة الدولية، في حال قبول السودان". وتوقعت مصادر رسمية فى الخرطوم أمس أن يطرح البشير على الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم"مجموعة من الأفكار والمقترحات الهادفة إلى إيجاد حلول ناجعة لأزمة دارفور، غير انه سيعلن تمسكه برفض أي وجود عسكري للمنظمة الدولية في دارفور، مع تجديد التزامه لها بتوفير الضمانات كافة لتأمين مسار العمل الإنساني في الإقليم". إلى ذلك، اعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان يان برونك في كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن أن اتفاق دارفور للسلام"في غيبوبة، ويجب وضعه في العناية الفائقة". ووضع برونك خطة من خمس نقاط لإعادة احياء الاتفاق تتمثل ب"جذب الأطراف المختلفة إلى العملية السياسية وتحقيق هدنة واستئناف المحادثات لتحسين اتفاق السلام".