غاليتي يا من أعدت لشريان حياتي معنى التوهج والفرح، يا من أشعرتني أني مطوق بك، أنت عندي عصية على النسيان. تتملكين كياني وأنفاسي، تحتسين معي قهوة الصباح. وأضع رأسي المثقل بهموم الوحدة والوطن على كتفك كل مساء. وأتنشق من رائحتك العطرة وطناً فارقته الى وطن اغترب فيه. فيك أسترجع ذاكرتي المنسية صفصافة وحورية على جنبات نويهر، كان لنا، يشق المدينة، فاستبلته منا أطماع البشر. يأسرني ذكاؤك ولمعان عينيك فيوغلني في الذاكرة المنسية الى جنبات الروابي وبيادر القمح وربيع حنون وشقائق النعمان. أعشقك يا وطناً تجسد كأجمل امرأة... أعشقك كما لم أعرف العشق من قبل، أنا البحار الذي ما زال يبحث عن مرفأ... أنت يا قطرات الندى والمطر التي تغسلني كل يوم، من غبار سفري الدائم وتخضر صحراء حياتي القاحلة. فيضي علي من حب قلبك ومن نسيم أنفاسك، لأنقش من شفق المغيب حناء لقدميك الرائعتين. دعيني أتوسد أفق عينيك التي غزتني قبل أن أولد، وأصعد بها لألم نثرات الغيوم في سحابة واحدة تحت نجوم ليلة ربيعية، لأنثرها أمطاراً تروي ليل العطاشى والظمأى، تعيدني الى عماني التي عشقت. زياد جيوسي رام الله - بريد الكتروني