شدد خطباء الجمعة في الجوامع والحسينيات السنية والشيعية على ضرورة الاسراع بتفعيل مبادرة المصالحة الوطنية لمعالجة الوضع الامني المتردي في البلاد واستثنى التيار الصدري البعثيين والتكفيريين من العملية واعلن انه سيقود حملة واسعة داخل البرلمان لمنع الحكومة من التجديد للقوات الاميركية. واكد الشيخ عبد الهادي المحمداوي، خطيب جامع المحسن في مدينة الصدر وجود تحركات برلمانية لمطالبة الحكومة بخروج القوات الاميركية من البلاد وعدم التمديد لها. وقال ان التيار الصدري سيتبنى حملة لجمع تواقيع عدد كبير من اعضاء مجلس النواب على وثيقة تطالب الحكومة بعدم التمديد للقوات الاميركية ستة اشهر جديدة. وتحدث عن الفساد الاداري في وزارات ومؤسسات الدولة والذي قال انه تسبب في فقدان الامن والخدمات معاً، معتبراً ان وزارة الداخلية هي الاكثر فساداً، وقال ان الوزارة ترفض تعيين ابناء مدينة الصدر في قوات الشرطة بدون تقاضي الرشاوي منهم وان تعيين الشخص الواحد في سلك الشرطة يتطلب دفع مبلغ 500 دولار الى القائمين على التعيين. وحض خطيب الجمعة في الصحن الكاظمي الشيخ حازم الاعرجي الحكومة العراقية على عدم التصالح مع التكفيريين والبعثيين الذين قال انهم عدونا. واضاف"سنتصالح مع اخواننا السنة المعتدلين ولن نضع ايدينا بأيدي التكفيريين والصداميين". ودعا خطيب وامام جامع ام القرى الشيخ محمود الصميدعي الحكومة الى توفير الخدمات والامن في البلاد لوقف الهجرة الجماعية من العراق وطالب الناس بتحمل المسؤولية جنباً الى جنب مع الحكومة لتوفير الامن في البلاد. واعتبر ان"توفير الامن مسؤولية الجميع وان العراقيين كافة مطالبون بدرء الاخطار والفتنة عن بلادهم". وطالب الجهات السياسية بتفعيل مقررات مؤتمرات المصالحة الوطنية وتعزيز الصلح بين ابناء الشعب الواحد. من جانبه اكد خطيب وامام جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني الشيخ محمود العيساوي ضرورة تفعيل المصالحة الوطنية بين الاحياء السكنية المتجاورة التي يسكنها خليط سكاني مختلف مذهبيا، معتبراً انها البداية الحقيقية لحفظ الامن في هذه الاحياء ودعم مسألة المصالحة الوطنية بين جميع اطياف الشعب العراقي. ودعا رجال الدين وخطباء المنابر الى ان يكونوا عوناً للجماهير وركناً مهماً من اركان المصالحة الوطنية وان لا يكونوا جزءاً من المشكلة وطالبهم بالكف عن التحريض الطائفي بين السكان. وقال ان المأساة الحقيقية التي يعيشها العراقيون بسبب تداعيات الوضع العام دفعت العراقي الى قتل اخيه العراقي بدون أي رادع خلقي او انساني، وناشد جميع العراقيين الاحتكام الى العقل ونبذ العنف وتوحيد الصفوف.