أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو - ماري أن بلادها اشترطت تمكين قوات"يونيفيل"المعززة في لبنان من"التحرك بفاعلية وحزم عند الضرورة"، وان"هذه هي الشروط لتكون رادعة وذات صدقية". وأدلت الوزيرة بهذه التصريحات في جنوبلبنان أمس، حيث زارت مقر قيادة القوات ودشنت جسراً حديدياً بنته وحدة الهندسة في القوات الفرنسية، في بلدة الناعمة على الطريق من بيروت الى الجنوب، في إطار خطة لبناء 15 جسراً حديدياً بديلاً موقتاً من جسور دمرها العدوان الإسرائيلي على لبنان 100 جسر. وقالت أليو - ماري ان المهمة"صعبة لكنها ليست مستحيلة، وسنعمل مع الدولة اللبنانية من أجل الاستقرار والهدوء في المنطقة". وأشارت الى ان قوات"يونيفيل"حظيت بموافقة جميع الأفرقاء المتنازعين. وأوضحت، رداً على سؤال لوكالة"فرانس برس"بعد لقائها في الناقورة جنوبلبنان قائد"يونيفيل"الجنرال الفرنسي ألان بلليغريني، ان"الاتصالات المتواصلة على كل المستويات تهدف الى إفهام الجميع طبيعة مهمة القوات، بحيث يحترمها جميع الأطراف". وتزامنت زيارة أليو - ماري للبنان مع إعلان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو قرار بكين إرسال الف جندي لتعزيز قوة حفظ السلام الدولية في لبنان راجع ص 4. وكان الرئيس جاك شيراك قال امس ان"من الطبيعي ان يعبر"حزب الله"عن نفسه سياسياً لكن ان يستند هذا التعبير الى القوة والميليشيا المسلحة فهذا محل جدل". وأوضح شيراك انه سيدعو خلال الجمعية العمومية للأمم المتحدة الى عقد مؤتمر دولي لإعمار لبنان. وجاءت هذه التطورات في وقت زادت اسرائيل أمس خروقها الجوية والبرية للقرار الدولي الرقم 1701، فنفذ الطيران الحربي وطائرات التجسس طلعات في أجواء لبنان من جنوبه الى شماله، اصدر الجيش اللبناني بيانات تضمنت جداول فيها. وقال مصدر عسكري لبناني ان الجيش الاسرائيلي الذي تخطى"الخط الأزرق"مرة جديدة في الجنوب، رفع سواتر ترابية في بعض البلدات الحدودية ومدّ أسلاكاً شائكة في عمق يصل الى كيلومتر داخل الاراضي اللبنانية، في بلدات مركبا وكفركلا ومروحين وغيرها. وأكد بلليغريني هذه الانباء، مشيراً الى ان الاسرائيليين يأخذون مبادرات هي"انتهاكات"ل"الخط الأزرق". وقال:"ما داموا هنا فهم لا يحترمون بالضرورة وقف الأعمال الحربية". في الوقت ذاته، قال مصدر قضائي اسرائيلي ان القضاء الاسرائيلي وجه تهمة القتل والانتماء الى"منظمة إرهابية"، لثلاثة عناصر من"حزب الله"، وسيمثلون أمام القضاء في الناصرة بعدما كانت القوات الاسرائيلية أسرتهم إبان الحرب الاخيرة. ولفتت أوساط مراقبة الى ان هذا التدبير قد يعقّد المفاوضات لتبادل الأسرى. من جهة اخرى، زار وفد أرسله الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى منطقة البقاع، بعض مناطق الحدود اللبنانية - السورية من أجل الاطلاع من الجيش اللبناني على الاجراءات التي يقوم بها على الحدود، من أجل ضبط المعابر بين البلدين. وشملت زيارة الوفد قاعدة رياق الجوية، كما عاين الاجراءات المتبعة من بلدات عيتا الفخار، ينطا، دير العشائر، عيحا، كفرقوق وراشيا في البقاع الغربي. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة الكسندر ايفانكو لوكالة"اسوشيتد برس"انه بناء لطلب الحكومة اللبنانية يقوم خبراء في"يونيفيل"بتقويم نقاط الدخول الى لبنان، براً وبحراً وجواً، وان زيارتهم البقاع أتت في هذا السياق، وسيشاركون الحكومة اللبنانية في استنتاجاتهم قبل رفع تقرير الى نيويورك. على الصعيد الداخلي، وفي انتظار المهرجان الذي دعا اليه الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله يوم الجمعة المقبل، للاحتفال ب"النصر الإلهي"الذي حققته المقاومة على العدوان الاسرائيلي، لمعرفة وجهة التراشق السياسي بين الحزب وقوى الأكثرية، فإن السجال استمر على رغم انخفاض حدته. وقال عضو شورى"حزب الله"الشيخ محمد يزبك ان"النصر إلهي على رغم اعتراض البعض... ونحن ندافع عن حقنا وأرضنا وسيادتنا من أجل ألا تكون وصاية لأحد على بلدنا واذا كانوا يريدون الحوار فنحن أهله، شرط الا يكون هذا الحوار بأن نرضخ لما يريدون". وأضاف:"الفريق الآخر لا يريد دولة في لبنان بل مزرعة". وحذر من"محاولات تغيير وظيفة القوات الدولية"وقال ان"حزب الله""عندما رحب بوجود"يونيفيل"كان من أجل حماية لبنان". وأوضح رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد ان مطالبة الحزب بتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تهدف الى إسقاط الحكومة الحالية. في المقابل أوضح رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط في افتتاحية جريدة"الأنباء"الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي ان"مطالبتنا بإسقاط نظرية الساحة اللبنانية المستباحة لا تثمر الا من خلال تعزيز دولة الطائف، وبقدر ما نعزز مشروع الدولة بقدر ما نقلص فرص استخدام لبنان لأغراض إقليمية هي أبعد ما تكون عن طاقاته ومقدراته وأولوياته"، مشيراً الى ان لبنان كان ساحة صراع مفتوح بين اسرائيل والولايات المتحدة من جهة وسورية وإيران من جهة ثانية. ورد على قول"حزب الله"ب"النصر الإلهي"معتبراً ان"3 مستويات حققت هذا النصر هي: صمود المقاومة على ارض المعركة بترسانة الاسلحة المتطورة ومساعي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الديبلوماسية، والوحدة الداخلية واحتضان اللبنانيين للنازحين".