هدأت الزوبعة السياسية الذي أثارتها حركة"فتح"عندما اعلن ناطقون باسمها ان الرئيس محمود عباس"جمد"تشكيل حكومة وحدة وطنية بسبب وجود حواجز وصعوبات تهدد قيامها، وعاد الاطمئنان الى الشارع الفلسطيني بعدما خرج الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ليعلن ان الرئيس عباس"أرجأ"اجراءات تشكيل حكومة الائتلاف الوطني ولم"يجمدها". وقال رئيس الحكومة اسماعيل هنية ان عددا من الناطقين باسم"فتح"لا يروق له تشكيل حكومة الوحدة، مؤكدا انه اتفق مع الرئيس عباس على استئناف المشاورات لتشكيلها بعد عودته من رحلته الخارجية. واوضح هنية في تصريحات في مقر مجلس الوزراء في غزة انه عقد سلسلة اجتماعات مع الرئيس عباس و"اتفقنا على الاستمرار في الاجتماعات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وسنستأنفها في حال عودة الرئيس من اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في الولاياتالمتحدة". وجدد التزامه الاجماع الوطني على اساس"وثيقة الوفاق الوطني"المعدلة التي وقعت عليها القوى والفصائل الوطنية والاسلامية في تموز يوليو الماضي. وكان الناطق باسم"فتح"احمد عبدالرحمن اعلن في تصريحات امس ان عباس"قرر تجميد عملية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بسبب كثرة التصريحات السلبية والمتضاربة من بعض قيادات حماس، ما كان له تأثير سلبي وردود فعل دولية غير مواتية تجاه الحكومة وبرنامجها". ونشرت صحيفة"الحياة الجديدة"على صدر صفحتها الاولى تصريحات مشابهة لمؤسسها مستشار الرئيس الاعلامي نبيل عمرو اعتبر فيها ان حكومة الوحدة تواجه صعوبات وحواجز تهدد بعدم قيامها. وقال:"يبدو ان الجهود الحثيثة التي بذلت لانجاز حكومة الوحدة تواجه صعوبات جدية تنذر بانهيار المحاولة وعدم انجاز هذا المشروع الوطني المهم". واضاف:"الرئيس عباس بذل جهودا جبارة لتغيير المناخ الدولي ايجابيا لصالح حكومة الوحدة الوطنية والتعامل معها، وظهرت ثمرة هذه الجهود في مواقف عدد من قادة دول العالم والاتحاد الاوروبي". واشار الى ان عباس اجرى"محادثات واتصالات مطولة مع الجانب الاميركي شارحا له اهمية قيام حكومة الوحدة الوطنية". كما حمّل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه قادة"حماس"المسؤولية عن توقف عملية تشكيل الحكومة المنتظرة، وقال في تصريحات لاذاعة"صوت فلسطين":"ان تصريحات قادة حماس احدثت ازمة وافقدت الرئيس عباس صدقيته على الصعيدين العربي والدولي". لكن هنية وصف هذه التصريحات بأنها"تصريحات من لا يروق لهم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". واكد انه ينطلق في تشكيل حكومة الوحدة"من منطلق تقدير المواقف والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وليس من منطلق ارادات الادارة الاميركية التي لن ننال من خلالها دولة ولا سيادة". بدوره، نفى ابو ردينة في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان يكون عباس قرر تجميد عملية تشكيل الحكومة، وقال:"الرئيس عباس اتفق وهنية على ارجاء اجراءات تشكيل حكومة الوحدة الى حين عودته من نيويورك"، مشيرا الى ان"السبب الرئيس لارجاء تشكيل الحكومة هو قيام الرئيس بزيارة للولايات المتحدة". ودعا الجميع الى تحري الدقة، واصفاً ما تردد عن تجميد تشكيل الحكومة بأنه"غير صحيح ولا اساس له في الواقع". الى ذلك، اعلن ابو ردينة ان الرئيس عباس سيلتقي الرئيس حسني مبارك في القاهرة في اعقاب زيارته للولايات المتحدة لاطلاعه على كل ما يتم في لقائه المرتقب مع الرئيس جورج بوش الاربعاء ولقاءاته مع المسؤولين الاوروبيين والدوليين، وكذلك آخر تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، واتفاق تشكيل حكومة الوحدة. واضاف ان عباس سيتوجه بعد القاهرة الى عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني"لاطلاعه على نتائج محادثاته ولقاءاته مع بوش والمسؤولين الاميركيين والاوروبيين، وكذلك التطورات الحاصلة على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة". ولفت الى ان الرئيس عباس"سيلقي كلمة سياسية مهمة تتعلق بالاوضاع والتطورات على الساحة الفلسطينية"الخميس المقبل من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، كمت سيلتقي على هامش الاجتماعات وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني.