سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجمع ابرز وجوه "محور الشر" على بعد بضعة أميال من سواحل الولايات المتحدة . قمة "عدم الانحياز" في كوبا تمهد لولادة كتلة دولية معادية ل "الهيمنة الأميركية"
تسعى كوبا الى تحويل"حركة عدم الانحياز"كتلة دولية معادية ل"الهيمنة الأميركية"تقوم على أكثر الدول عداء للولايات المتحدة، وهو تحد صعب نظراً الى عدم انسجام الدول الأعضاء في الحركة. وتجمع القمة الرابعة عشرة لدول عدم الانحياز التي افتتحت اعمالها التمهيدية في العاصمة الكوبية هافانا، وتعقد يومي الجمعة والسبت المقبلين على مستوى رؤساء الدول والحكومات، كل من تعتبره واشنطن عدواً لها في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وأبرز هؤلاء الرؤساء: الإيراني محمود أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد والكوري الشمالي كيم جونغ ايل يعتقد انه سيتمثل بوفد رفيع والبيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو والزيمبابوي روبرت موغابي، وتعتبرهم الولاياتالمتحدة اعداء فيما يجدون في هافانا احتضاناً فعلياً من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. وأعلن كاسترو الذي يتعافى من وعكة صحية ألمّت به قبل أسابيع، انه سيستقبل شخصياً"ضيوفه المميزين"، من دون ان يخفي تأييده ل"الحق الشرعي"لإيران بتطوير سلاح نووي. وعلق ديبلوماسي من أعضاء حركة عدم الانحياز بالقول:"أعداء أعدائي أصدقائي. ولا يهم في الجوهر ان تتحالف دولة شيوعية مع دولة دينية". أما لوكاتشينكو،"آخر ديكتاتور أوروبي"كما تصفه واشنطن والرئيس الاوروبي الوحيد المشارك في القمة، فعبّر بدوره عن تأييده للبرنامج النووي الإيراني. وبالنسبة الى كوبا، فإن المواجهة مع واشنطن تتفوق على أي شيء آخر. ونقلت الصحافة الرسمية الكوبية عن رئيس العلاقات الدولية في وزارة الخارجية الكوبية رودولفو رييس قوله:"يجب ألا تقف الحركة عدم الانحياز مكتوفة اليدين عندما يتعرض أحدنا للتهديد او استخدام القوة ضده من القوى الغربية، وخصوصاً القوة العظمى أميركا". وفي السياق النووي أيضاً، تخشى واشنطن من العلاقات بين طهران وبيونغيانغ التي كانت أطلقت صواريخ من دون إشعار مسبق في 5 تموز يوليو ونددت بها الأممالمتحدة. ولم تعطِ بيونغيانغ أي معلومات عن الوفد الذي سيشارك في القمة. من جهتها، تنظر دمشق الى القمة بصفتها"فرصة للتصدي لواشنطن"، بحسب تعبير وزير الإعلام السوري محسن بلال، خلال لقاء أجراه الأسبوع الماضي مع راوول كاسترو. وكان الرئيس الأسد ونظيره الفنزويلي هوغو تشافيز أكدا عزمهما على التصدي ل"هيمنة"الولاياتالمتحدة بموقف موحد، خلال الزيارة الأولى التي قام بها تشافيز الى دمشق الشهر الماضي. ويعتبر الرئيس الفنزويلي"الابن الروحي"لكاسترو الذي يشعر بأن الولاياتالمتحدة تهدده، ولا يفوّت فرصة ليتحدى فيها جورج بوش، متهماً اياه بزعزعة الاستقرار في اميركا اللاتينية. أما الموفد الصيني الى هافانا يانغ غييشي، نائب وزير الخارجية، فلم يتأخر في تأييد رئيس وزرائه وانغ جياباو الذي دعا إيران الجمعة الماضي"الى أخذ مخاوف المجتمع الدولي في الاعتبار"، مشيراً الى ان"بكين لا ترغب في ان تمتلك إيران سلاحاً نووياً". وتتمتع الصين بنفوذ قوي وجديد في كوبا بسبب مساعدات اقتصادية ومالية ضخمة. وستجد المجموعة"المتشددة"في"حركة عدم الانحياز"صعوبة فعلية في فرض مواقفها على تجمع يضم أيضاً حلفاء للولايات المتحدة مثل مصر، على رغم ان الرئيس المصري أعلن انه لن يحضر القمة.