يلتقي قادة 33 دولة في الاميركتين للمرة الاولى في قمة تعقد الجمعة في بورت اوف سبين، عاصمة ترينيداد وتوباغو، الرئيس باراك اوباما لكن التلاقي مع الولاياتالمتحدة يبدو مهددا بالمسالة الكوبية. واعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز قبل ساعات من بدء اعمال القمة، انه سيستخدم حق النقض (الفيتو) الاحد ضد الاعلان الختامي للقمة، معتبرا انه يبقي على الحصار الذي تفرضه واشنطن على كوبا منذ العام 1962. واوضح جيفري دافيدو الذي مثل الولاياتالمتحدة في الاعداد للقمة، أن هذه الانتقادات "في غير محلها" لان الاعلان لا يتحدث عن اي سياسة لبلد بعينه، وهي غير متماسكة لانه اتيحت لفنزويلا الفرصة لعرض ملاحظاتها خلال الاعداد للاعلان الذي استغرق سنة تقريبا ولان كانت موضع ترحيب. وقلل دانيال رستريبو احد كبار معاوني اوباما من اهمية عدم توقيع تشافيز، موضحا ان هذه الاعلانات وقعت حينا ولم توقعها الدول الاعضاء احيانا اخرى. وانتقد تشافيز الخميس الدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى النظام الكوبي لبسط الديموقراطية، مشيرا الى "قلة احترام" و"اهانة" وجها الى كوبا واميركا اللاتينية. وقال الرئيس الفنزويلي ان "هيلاري كلينتون اعلنت ان من الضروري من اجل رفع الحصار المفروض على كوبا، بسط الديموقراطية في البلاد بما في ذلك الافراج عن السجناء السياسيين". واضاف "هذا قلة احترام. كيف يمكننا نحن في اميركا اللاتينية الاستمرار في قبول ذلك كما لو ان شيئا لم يحصل؟ والاهانة التي وجهت الى كوبا وجهت لنا جميعا". وكانت كلينتون قالت "نريد انفتاح المجتمع الكوبي، وان تفرج كوبا عن السجناء السياسيين وتنفتح على الاراء ووسائل الاعلام الاجنبية". وفي اشارة الى الخطوات الاخيرة لادارة اوباما التي اعلنت عن رفع القيود عن السفر والتحويلات المالية من الاميركيين الكوبيين الى بلادهم، اكدت كلينتون ان واشنطن "مستعدة لاجراء مناقشات مع كوبا حول تدابير اخرى يمكن اتخاذها، لكننا ننتظر الرد الكوبي". ويؤيد الرؤساء في اميركا اللاتينية رفع الحصارعن كوبا ، لكن غالبيتهم تراهن، على غرار الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو "لولا" دا سيلفا او الرئيسة التشيلية ميشال باشليه، على عملية رفع تدريجية للحصار. اما هوغو تشافيز فيريد من جهته ان يفرض على اوباما رفعا كاملا للحصار. واثناء اجتماع في فنزويلا عشية قمة الاميركتين، انضم رؤساء نيكاراغوا والهندوراس وبوليفيا اليه والى الزعيم الكوبي راوول كاسترو لاقامة جبهة موحدة في مواجهة الولاياتالمتحدة. وكوبا التي استبعدت عن منظمة الدول الاميركية منذ 1962، لم تتلق دعوة للمشاركة في قمم الاميركتين. وحرصا منه على الحؤول دون ان تتمكن المسألة الكوبية من افساد تلاقي بلاده مع دول اميركا اللاتينية، امر الرئيس باراك اوباما منذ الاثنين برفع القيود المفروضة على سفر الاميركيين-الكوبيين وتحويلات الاموال الى الجزيرة الشيوعية. وطالب الخميس بان تبدي هافانا "اشارات تغيير" بما يسمح بمزيد من ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين. وعرض الرئيس الاميركي على الاميركيين اللاتينيين البدء "بانطلاقة جديدة" مع الولاياتالمتحدة، متعهدا بوضع حد للممارسات الاحادية. واقر في مقال نشرته الخميس صحف في اميركا اللاتينية بان "الولاياتالمتحدة لم تسع في غالب الاحيان الى الحوار مع جيرانها ولا حافظت عليه". وقد رحب دبلوماسيون من اميركا اللاتينية مساء الخميس بهذا الموقف. وقال وزير الدولة الارجنتيني لشؤون اميركا اللاتينية اوغوستين كولومبو-سيرا لوكالة فرانس برس "لدينا الامل في ان الولاياتالمتحدة برئاسة اوباما تتعلم ان تتعرف اكثر على حقيقة اميركا اللاتينية". وبعد اربعة اعوام على قمة مار دل بلاتا (الارجنتين) التي نسفتها تظاهرات مناهضة للاميركيين دفعت بالرئيس الاميركي السابق جورج بوش الى مغادرتها قبل نهايتها، فان اختيار جزيرة لانعقاد القمة الحالية والاجراءات الامنية المتخذة ستزيد من صعوبة قيام اي تظاهرة حاشدة. وتبحث القمة ايضا مسألة ضخ 750 مليار يورو في الاقتصاد العالمي بحسب ما تقرر في قمة مجموعة العشرين في لندن، وكذلك الطريقة التي يمكن لاميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الاستفادة منها. من ناحية اخرى اعلن المتحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما لن يعقد لقاء ثنائيا مع نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز، خلال قمة الاميركتين . الا ان روبرت غيبس لم يستبعد ان يتحدث اوباما مع تشافيز اذا ما قرر هذا الاخير التحدث معه على انفراد. وقللت الادارة الاميركية ايضا من اهمية قول تشافيز انه لن يوقع الاعلان النهائي للقمة. لكن غيبس قال في تصريح صحافي في مكسيكو "لا يتضمن البرنامج اي لقاء منفرد مع تشافيز"، مشيرا الى ان تشافيز سيشارك في اللقاءات المتعددة الاطراف التي سيشارك فيها اوباما ايضا. الا ان غيبس اوضح ان اوباما لن يتهرب اذا ما قرر تشافيز التحدث معه على انفراد.