سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولمرت يجدد استعداده للقاء عباس "من دون شروط مسبقة" ووزراء من "العمل" يدعمونه . اسرائيل تستعيد "خريطة الطريق" لأسباب داخلية ولصد اي مبادرة سياسية مثل الروسية او العربية
أدرج مراقبون اسرائيليون الحماسة المفاجئة لأقطاب الدولة العبرية لاحياء مسار التفاوض مع الرئيس محمود عباس أبو مازن وعودتهم مجددا الى"خريطة الطريق"الدولية، في إطار السعي الاسرائيلي المدعوم اميركياً الى قطع الطريق على أي مبادرة سياسية جديدة لتسوية الصراع العربي - الاسرائيلي، سواء كتلك الروسية لعقد مؤتمر دولي، أو العربية لاحياء المبادرة التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2003. كما رأى معلقون ان اخراج"خريطة الطريق"من الرف بعدما غطاها الغبار قد يخدم رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت لجهة صرف أنظار الاسرائيليين عن اخفاقات الحرب في لبنان ومطالبتهم له بالتنحي عن منصبه. وكان أولمرت كرر في جلسة الحكومة الاسبوعية أمس ما قاله في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره البريطاني توني بلير مساء أول من أمس عن استعداده للقاء عباس"بلا شروط مسبقة". وقال لوزرائه انه"ينبغي البحث عن أي طريق لاستئناف العملية السياسية بهدف خلق أفق جديد أمام الفلسطينيين". وأضاف ان الحديث لا يقتصر على القيام بخطوات انسانية تجاه الفلسطينيين فحسب، انما طرح برامج سياسية تصب في مصلحة شعوب المنطقة، مؤكداً تمسك تل ابيب ب"خريطة الطريق"الدولية وبالقرار الدولي الرقم 1701"لغرض انشاء واقع جديد". اما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي كانت أول من دعت الى استئناف الحوار غير المشروط مع عباس بعد ان التقت نظراءها من روسيا وايطاليا والمانيا واستمعت الى المبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي بمشاركة كل الأطراف وأعلنت فورا رفض اسرائيل لها، فرأت ان"خريطة الطريق"الدولية"مقبولة للجميع"وانها تلقي على الفلسطينيين"واجب اثبات نياتهم"وتلزمهم"وقف الارهاب". وأضافت انه جراء الأوضاع والضغوط داخل الدول العربية، فإن هذه تطلق مبادرات ضبابية مثل مبادرة الجامعة العربية"التي كما يتبين الآن، ستنتهي الى شيء مقلّص". ورحب عدد من الوزراء، خصوصاً من حزب"العمل"، بأقوال اولمرت، وقالت وزيرة التعليم يولي تمير ان عودة اسرائيل الى مسار التفاوض"يعزز مكانتها". وأضاف الوزير اسحق هرتسوغ ان لقاء بين اولمرت وعباس سيكون بمثابة"عامل مساعد"لتحريك العملية السياسية. وقال الوزير اوفير بينيس انه يرى وجوب عقد لقاء بين اولمرت وعباس"لإنشاء محور يتسم بالعقلانية يضم كلا من مصر والاردن ورئيس السلطة وربما رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في المستقبل"ليواجه"محور الشر". وكتب المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألوف بن ان اولمرت"باستلاله الرئيس الفلسطيني من الرف انما يقترح أجندة سياسية جديدة بعد سقوط خطته لتجميع المستوطنات وانعكاسات الحرب على لبنان على الأوضاع الداخلية". وأضاف ان ثمة مزايا، بالنسبة الى اولمرت، في اعلانه استعداده لقاء عباس"فهو أولا يقصي عن عناوين الصحف ملف لبنان ولجان التحقيق والادعاءات عن انهيار حكومته وحزبه"، ثم انه يتجاوب مع المطلب الدولي إحياء عملية السلام بعد الحرب ويظهر ليونة وانفتاحاً اسرائيليين، هذا فضلاً عن منحه رئيس الحكومة البريطانية"انجازاً سياسياً صغيراً"في ظل العاصفة السياسية والحزبية التي يواجهها. وختم انه على خلفية حقيقة ان العالم يتبنى"خريطة الطريق"، فإن تمسك اسرائيل بها هو خدعة قديمة أوجدها رئيس الحكومة السابق آرييل شارون ويتبناها الآن اولمرت بحماسة وتستغلها اسرائيل لرفض مبادرات مختلفة لا تستسيغها، مثل عقد مؤتمر دولي".