تركت لجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي النقاد والصحافيين في حال من الحيرة والغيظ احياناً عندما منحت الفيلم الصيني"الحياة الساكنة"لمخرجه جيا تشانغ كي اكبر جوائز المهرجان. ودخل هذا الفيلم الذي يدور حول شخصين يبحثان عن عائلتيهما بعدما غمرت المياه قرى وبلدات بسبب مشروع سد الممرات الثلاثة في الصين المنافسة في المسابقة الرسمية في اللحظات الأخيرة. ولم يكن كثيرون من الصحافيين في المهرجان الذي استمر 11 يوماً شاهدوا الفيلم عندما أُعلنت الجوائز. وعند عرض الفيلم الفائز بجائزة الأسد الذهبي في ختام حفل إعلان الجوائز ليل السبت الماضي كان رد فعل الجمهور الذي ملأ المسرح فاتراً. وقال عنوان صحيفة كوريرا ديلا سيرا"هذه النتيجة تترك الناس في حال ارتباك مع اقتراب موعد مهرجان روما". في اشارة الى ان لجنة التحكيم قوضت سمعة مهرجان البندقية فيما تطلق روما مهرجاناً منافساً. وطرح مقال كتبه توليو كيزيتش التساؤلات حول الكثير من قرارات لجنة التحكيم التي ترأستها الممثلة الفرنسية المخضرمة كاترين دونوف. وفازت هيلين ميرين بجائزة احسن ممثلة عن تجسيدها شخصية الملكة إليزابيث الثانية في فيلم المخرج ستيفن فريرز"الملكة"وهو أحد القرارات القليلة التي حظيت بشعبية الى جانب قرار اللجنة منح المخرج الفرنسي المخضرم آلان رينيه جائزة افضل مخرج عن فيلم"مخاوف خاصة في اماكن عامة". وعلت الدهشة الوجوه بعد اختيار الممثل الأميركي بن أفليك لجائزة احسن ممثل عن أدائه في فيلم"أرض هيوليوود"، وهو أداء لم يثر أي تكهنات عن احتمال فوزه بالجائزة. وأكدت صحيفة"لا ستامبا"الرسالة السياسية لفيلم"الحياة الساكنة"، وقالت ان فيلماً"ضد الصين"فاز. وجاءت جائزة الأسد الذهبي بعد ايام من منع السلطات الصينية المخرج لو يي من إخراج المزيد من الأفلام لمدة خمس سنوات لاشتراكه في فيلم"قصر الصيف"الذي يدور حول قصة حب تجري على خلفية احتجاجات ساحة تيانانمين عام 1989 في مهرجان كان من دون موافقة رسمية. وفيلم"الحياة الساكنة"ليس سياسياً خالصاً فهو يتحدث عن العواقب الاجتماعية والبيئية لمشروع سد الممرات الثلاثة. وقالت صحف ايطاليا اليوم الأحد ان لجنة تحكيم البندقية انقسمت على نفسها في شأن الجائزة الكبرى وعقدت اجتماعاً اضافياً صباح السبت الماضي للتوصل الى قرار.