نشرت صحيفة"نيويورك تايمز"أمس، أن عناصر وكالة الاستخبارات الأميركية سي آي اي قاموا بتعرية"أبو زبيدة"، أول قيادي في تنظيم"القاعدة"يعتقل بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، ووضعه في غرفة مجلدة وأخضعوه لموسيقى صاخبة بصوت عال جداً. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أعلن في خطاب الأربعاء، أن 14 قيادياً في"القاعدة"بينهم"أبو زبيدة"كانوا معتقلين في سجون سرية، نقلوا إلى قاعدة غوانتانامو حيث تعتقل الولاياتالمتحدة أسرى الحرب على الإرهاب. وأوضح بوش أن"أبو زبيدة"أعطى خلال جلسات الاستجواب هذه معلومات أساسية، واعترف في الوقت ذاته باستخدام الاستخبارات الأميركية لوسائل استجواب"بديلة"يعتبرها خصومه وعدد كبير من الدول من أشكال التعذيب. وكتبت"نيويورك تايمز"في موقعها على شبكة الإنترنت استناداً إلى مقابلات أجريت مع حوالى عشرة مسؤولين سابقين وحاليين في الاستخبارات، أن"أبو زبيدة"استجوب في مكان سري في تايلاند نقل إليه فترة قصيرة بعد توقيفه ربيع 2002. وأضافت أن"أبو زبيدة"الذي أصيب بجروح خطرة عند اعتقاله، خضع للاستجواب من قبل عناصر في مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي، استخدموا وسائل استجواب تقليدية. وأوضحت أن فريق"أف بي آي"قدم إلى"أبو زبيدة"العلاج الطبي اللازم وتحدث إليه باللغتين العربية والإنكليزية التي يتقنها. ألا أن فريقاً من"سي آي اي"حل محل فريق التحقيقات الفيديرالي ووصل مزوداً بتوجيهات وقعها بوش في 17 أيلول سبتمبر 2001 تسمح لوكالة الاستخبارات الأميركية بأسر واحتجاز واستجواب المتهمين بالإرهاب شرط إقامة نظام سري للسجون في الخارج. ورأى فريق"سي آي اي"أن"أبو زبيدة"لم يقدم سوى جزء يسير مما كان يعرفه وقرر استخدام وسائل استجواب أقسى. وفي تلك الفترة كان"أبو زبيدة"ما زال ضعيفاً بسبب جروحه، لكن فريق الاستخبارات قام بتقييده ووضعه في زنزانة من دون مقعد أو غطاء. وابقي على الأرض فيما تم تشغيل جهاز التكييف إلى درجة من التبريد كان يبدو ازرق بسببها. وفي مرات أخرى، استخدم فريق"سي آي اي"أسلوب الموسيقى الصاخبة وإسماعه أغاني لفريق لموسيقى الروك بأعلى درجات الصوت. وفي بعض الأحيان كان المحقق يدخل فجأة إلى زنزانته ليطلب منه الاعتراف. وقالت الصحيفة إن مكتب التحقيقات الفيديرالي احتج على استخدام وسائل الاستجواب هذه، لكن عناصر"سي آي اي"قالوا إن مستشارين قانونيين للبيت الأبيض سمحوا باللجوء إلى هذه الطرق.