سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استقالة ضابط بريطاني احتجاجاً على التخبط في أفغانستان ... والمجاعة تهدد الملايين . الأطلسي يقتل 94 "طالبانياً" في قندهار واغتيال حاكم ولاية بكتيا بهجوم انتحاري
قتل حلف شمال الأطلسي 94 من مقاتلي"طالبان"في أكبر هجوم يشنه على الحركة منذ توليه مهمة حفظ السلام جنوب البلاد أواخر تموز يوليو الماضي، فيما قتل حاكم ولاية بكتيا المحاذية للحدود مع باكستان شرق أفغانستان في هجوم انتحاري أمس، ما شكل تصعيداً لافتاً في الهجمات على السلطات الأفغانية. في غضون ذلك، استقال ضابط في الجيش البريطاني احتجاجاً على ما وصفه"التخبط البشع"في الحملة ضد"طالبان"في أفغانستان، بحسب ما نقلت عنه صحيفة"ذي صنداي تايمز"الصادرة في لندن أمس. إلى ذلك، حذرت منظمة"كريستيان أيد"غير الحكومية البريطانية من أن ملايين الأفغان مهددون بالمجاعة بسبب الجفاف الذي قضى على معظم محاصيلهم الزراعية في شمال البلاد وغربها. وفي حادث هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام"طالبان"سنة 2001، قتل حاكم ولاية بكتيا حكيم تانيوال وسائقه عندما اعترض انتحاري زنر نفسه بمتفجرات طريق سيارته في العاصمة الإقليمية غارديز. ولكن لم تتبن أي جهة على الفور مسؤولية الهجوم. في الوقت ذاته، أعلن الحلف الأطلسي الذي يقود قوة"ايساف"لحفظ السلام في أفغانستان، أن جنوده وعناصر في الجيش الأفغاني، قتلوا 94 من مقاتلي"طالبان"في معركة في ولاية قندهار جنوب البلاد. وجاء في بيان للحلف أن هذا الهجوم الأكبر من نوعه على مقاتلي الحركة، شن تحت غطاء غارات جوية استهدفت إقليمي زاري وبانجواي في قندهار، فيما دارت أربع معارك بين الجانبين طيلة ليل السبت - الأحد. ولم يذكر الحلف ما إذا كان هناك ضحايا بين قواته أو في صفوف الجيش الأفغاني. وواجه الحلف قتالاً أشرس مما كان يتوقع منذ تسلمه مهماته الأمنية في جنوبأفغانستان من قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة التي خفضت عدد قواتها هناك. ونتيجة الحصيلة الجديدة للضحايا، ارتفع عدد قتلى"طالبان"إلى أكثر من 400 منذ أن بدأ الحلف عملية ضد الحركة قبل أسبوع. ورفضت"طالبان"الاعتراف بهذه الحصيلة واعتبرتها دعائية، كما نفت سيطرة الحلف على الإقليمين. في لندن، ابلغ الكابتن ليو دوهيرتي"ذي صنداي تايمز"انه استقال من منصب مساعد الكولونيل تشارلي ناغز، أحد كبار القادة في القوات البريطانية العاملة في أفغانستان، وعزا ذلك إلى"فشل عملية مكافحة تمرد"في ولاية هلمند حيث كان مركزه. وحذر الضابط البريطاني من أن"كل الذين يتم تدمير منازلهم وقتل أبنائهم سينقلبون ضد البريطانيين"، وأضاف"قلنا إننا سنختلف عن الأميركيين الذين يقصفون القرى، إلا أننا بعد ذلك تصرفنا مثلهم بالضبط". وزاد دوهيرتي:"انحرفنا في شكل كبير عن الخطة الأصلية التي كانت تقضي بتأمين مدينة لشكرجاه عاصمة الولاية وبدء مشاريع تنمية وتمكين الحكومة من الوصول إلى تلك المناطق وفي غضون ذلك سيتم احتواء الأجزاء غير الآمنة من شمال هلمند ولن يغرق الجنود في مشكلة لا تحل بالطرق العسكرية". وقال إن تلك الخطة انهارت تماماً بسبب الضغوط من حاكم هلمند الذي خشي أن يطيح مقاتلو"طالبان"رؤساء المناطق في البلدات الشمالية. إلى ذلك، أظهرت دراسة أعدتها منظمة"كريستيان ايد"في 66 قرية أفغانية أن القرويين فقدوا كل محاصيلهم في المنطقة الأكثر تضرراً بالجفاف بسبب عدم هطول الأمطار في فصلي الشتاء والربيع. ودعت المنظمة المانحين في العالم إلى التجاوب مع النداء الذي وجهته الحكومة الأفغانية والأمم المتحدة في تموز يوليو الماضي، لجمع 76.4 مليون دولار في شكل طارئ. وقال سلطان مقصود فاضل من"كريستيان إيد"إن"السكان لم يموتوا بعد من الجوع ولكن يجب تقديم المساعدة لهم وإلا فإن الوضع سيصبح خطراً جداً خلال بضعة اشهر". وأضاف أن"اللحم اصبح نادراً في بعض الأماكن والناس يقولون لنا إن ما لديهم من المواد الغذائية لا يكفي مدة طويلة".