وصف الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي اعتداءات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة بأنها"عمل وحشي"، أضر الذين ارتكبوه بالاسلام. ورأى ان 11 ايلول 2001 شهد"جريمتين: قتل مدنيين وفعل ذلك باسم الاسلام". وقال إن"المحرقة اليهودية"هي"حقيقية تاريخية"، معرباً عن اعتقاده بأن الرئيس محمود احمدي نجاد لم ينكرها. وأبدى أسفه لاحتجاز رهائن في سفارة الولاياتالمتحدة في طهران عام 1979، لكنه اعتبر ذلك"رد فعل ثورياً على نصف قرن من احتجاز أميركا لإيران رهينة". وميّز الرئيس الايراني السابق الذي يزور الولاياتالمتحدة، نفسه عن الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد، واصفاً"المحرقة اليهودية"بأنها"حدث تاريخي"، وذلك في مقابلة مع مجلة"التايم". واعرب خاتمي وهو أرفع مسؤول ايراني يزور الولاياتالمتحدة منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل 25 سنة، عن اسفه لاحتجاز الرهائن في سفارة أميركا في طهران الذي أدى الى قطع العلاقات بين البلدين عام 1979. ورداً على سؤال حول تصريحات نجاد الذي أنكر حقيقة"المحرقة"النازية، قال خاتمي:"أنا شخصياً مقتنع بأنه لم ينفِ حقيقة وجود المحرقة"، واعتقد بأنها جريمة النازية، ولكن من الممكن أن تكون المحرقة وهي حدث مطلق، حدث تاريخي، استعملت في شكل خاطئ". ولا يجوز أن تستعمل بأي شكل كعذر لإلغاء حقوق الفلسطينيين وقمعها". وسئل عن احتجاز الرهائن الذي عجل بسقوط الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، فأجاب:"آسف لأزمة الرهائن، واحتجازهم، واعبر عن تعاطفي معهم ومع عائلاتهم لما الحق بهم من خسائر وألم". واستدرك:"لكن الأمر كان ايضاً رد فعل ثورياً على نصف قرن خلاله كانت ايران رهينة لدى الولاياتالمتحدة. ربما يجب أن يكون لدى الطرف الآخر الولاياتالمتحدة القليل من الأسف تجاه ايران". وكان خاتمي يعتبر اصلاحياً خلال توليه الرئاسة وواجه انتقادات من رجال الدين المحافظين ذوي النفوذ. وأعاد خلفه محمود احمدي نجاد العمل بالسياسات المحافظة، وأطلق تهديدات لاسرائيل وأنكر حصول"المحرقة"، داعياً الى محو الدولة العبرية من الخريطة. وتحدث نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، وطلب تأشيرة دخول ليلقي كلمته من على منبر المنظمة الدولية هذه السنة أيضاً. وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها لم تتخذ قراراً بعد في شأن التأشيرة، لكن الرفض مستبعد في ضوء التزامات اميركا كدولة مضيفة للأمم المتحدة. وكانت زيارة خاتمي الولاياتالمتحدة والتي تتضمن جولة على نيويورك وشيكاغو وجامعة هارفارد، مثار جدل نظراً الى اتهامات واشنطنلطهران بالسعي الى امتلاك اسلحة نووية ورعاية"الارهاب"بتسليح"حزب الله"في لبنان، وقمع المعارضة في ايران. وحذر خاتمي في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن الخميس، الولاياتالمتحدة من تهديد ايران. وعلى رغم دعوته الى حوار بين الحضارات، اعترف بغياب الثقة بين واشنطنوطهران. وعلق شون ماكورماك الناطق باسم الخارجية الأميركية قائلاً:"المكان الذي يبدأ منه خاتمي عند الحديث عن التهديدات، هو مع رئيسه الرئيس احمدي نجاد، في التهديد بمحو دولة اسرائيل من الخريطة". وأكد خاتمي لمجلة"تايم"انه"شعر بانزعاج"بتصنيف الرئيس جورج بوش ايران ضمن"محور الشر"، وأشاد بأميركا"كبلد عظيم". لكنه اضاف:"الغرور والكبرياء أو ربما الغطرسة"دفعت الولاياتالمتحدة الى غزو العراق، داعياً الى"انهاء الاحتلال"الاميركي لهذا البلد سريعاً. "فظائع"11 ايلول الى ذلك، دان الرئيس الايراني السابق"الفظائع"التي ارتكبت في الحادي عشر من ايلول، مشدداً على أن منفذيها"لن يذهبوا الى الجنة". وقال أمام مجموعة من المسلمين الأميركيين في ارلينغتون ولاية فرجينيا:"خلال الكارثة التي شكلتها هجمات 11 ايلول ارتكبت جريمتان: الأولى قتل ابرياء والثانية ارتكاب هذه الجريمة باسم الاسلام". وتابع خاتمي خلال عشاء نظمه في ضاحية واشنطن، مجلس العلاقات الأميركية ? الاسلامية الذي يعتبر اكبر مجموعة ضغط للمسلمين في الولاياتالمتحدة:"نحن المسلمين يجب أن ندين هذه الفظائع أكثر من الآخرين". وذكّر بأنه كان في مقدم رؤساء الدول الذين سارعوا الى ادانة هذه الهجمات عام 2001. واعتبر الرئيس السابق الذي وضع وراءه عَلَمي الولاياتالمتحدةوايران ان"الارهاب، أي قتل الأبرياء ينم عن غياب الاخلاق، ومن لا يحترم الاخلاق لن يذهب الى الجنة". ان"الذين يقتلون ويرتكبون اعمالاً ارهابية باسم الاسلام يكذبون". وكان خاتمي يتحدث بالفارسية مع ترجمة فورية الى الانكليزية. وشكت جماعة"مشروع اسرائيل"الموالية للدولة العبرية والتي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها، في بيان صحافي، من ان خاتمي"يعمل لتنقية سجل ايران في الملف النووي ومن دعم الارهاب وانتهاك حقوق الانسان".