سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتح في قازان بتأكيد الشراكة ومكافحة التحريض على المسلمين . مؤتمر الحوار الاستراتيجي الروسي - الإسلامي : عداء للإدارة الأميركية وإدانة للأحادية القطبية
طغت على مؤتمر الحوار الاستراتيجي بين روسيا والعالم الإسلامي في العاصمة التتارية قازان أمس، أجواء العداء للإدارة الأميركية، في ظل الأوضاع في الشرق الأوسط. وأصدر المجتمعون في ختام المؤتمر الثاني من نوعه هذا العام"إعلان قازان"الذي أكد على تعزيز الشراكة الروسية مع العالم الإسلامي ومحاربة ظاهرة العداء للإسلام. وانتقد الرئيس التتاري منتيمر شايمييف في كلمته الإدارة الأميركية، قائلاً:"لا يمكن للطرف الأقوى فرض القيم. ونموذج العراق اظهر ان الديموقراطية لا يمكن ان تكون سوى نتيجة تطور داخلي. إن القيم الليبرالية لا تصدر وكأنها سيارات". وأضاف"ان عالماً بقطب واحد خالياً من نظام توازن، يولد توترات وحروباً محلية". وشارك في المؤتمر الى روسيا، ممثلون عن 15 دولة عربية وإسلامية، بينها السعودية ومصر والأردن والكويت والمغرب والجزائر. وكانت مجموعة الحوار الاستراتيجي بين روسيا والعالم الإسلامي التي تسعى إلى بلورة رؤية استراتيجية للعلاقة بين الجانبين، عقدت مؤتمرها الأول في موسكو في آذار مارس الماضي. ومعلوم أن روسيا بدأت سياسة تقارب واسعة النطاق مع العالم الإسلامي منذ أكثر من عامين، وحصلت قبل شهور، على عضوية مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي. وعلى رغم أن المجموعة التي يترأس أعمالها رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف ركزت في السابق على القضايا التي تهم تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي، فان التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وخصوصاً الحرب الإسرائيلية على لبنان والفلسطينيين إضافة الى الملف النووي الإيراني، طغت على جدول أعمالها في قازان أمس. وشن بريماكوف هجوماً عنيفاً على الولاياتالمتحدة واتهمها بقيادة العالم نحو مزيد من العنف والمواجهات. ووصف دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى محاربة"الفاشية الإسلامية"بأنها"قصيرة النظر"وتنم عن جهل كامل بالإسلام الذي يحرم قتل الأبرياء من دون حق. لبنان وسورية وإيران ولفت بريماكوف إلى الحرب الأخيرة على لبنان، وقال ان التطورات اللاحقة أثبتت خطأ"المتسرعين نحو توجيه أصابع الاتهام الى سورية وإيران". وقال ان البلدين"ليست لهما مصلحة في اندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة". كما تطرق الى الملف النووي الإيراني مشيراً الى ان تأكيدات القيادة الإيرانية حول التوجه السلمي للبرنامج النووي تضع أساساً لمواصلة الحوار مع طهران خصوصاً بعد إعلان الأخيرة الرد على عرض الحوافز الغربي. ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة الى المجتمعين، أكد فيها سعي موسكو الى مواصلة التقارب مع العالم الإسلامي. وذكّر بأن روسيا دولة متعددة القوميات والأديان وان نحو خمس سكانها يدينون بالإسلام. وقال رئيس الوزراء الجزائري السابق بلعيد عبد السلام:"نأمل في ان تستعيد روسيا الدور الكبير الذي لعبته في الماضي وان تقف دوماً الى جانب المسلمين"، في إشارة الى الدعم التقليدي الذي كان الاتحاد السوفياتي يقدمه للدول العربية في مواجهة إسرائيل. وأصدر المجتمعون بياناً أطلق عليه اسم"إعلان قازان"أكد على الرؤية الاستراتيجية الموحدة بين روسيا والعالم الإسلامي، واعتبر ان"الشراكة بين الثقافات والأديان المختلفة هي الأساس لتطور البشرية". وحذر الإعلان من مخاطر تنامي ظاهرة العداء للإسلام في العالم، ودعا الى"اتخاذ تدابير عملية لتنشيط الحوار بين الحضارات القائم على التسامح والاحترام وحرية المعتقدات".