أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أن المحادثات النووية مع الوفد الروسي الذي يزور طهران"إيجابية"، هدفها التفاهم على تشكيل"كونسورسيوم مشترك لتخصيب اليورانيوم الإيراني". وأعرب آصفي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي عن الأمل في أن"يتوصل الجانبان إلى تسوية"تكفل لإيران حقوقها المشروعة في تطوير قدراتها في مجال التكنولوجيا النووية"، مؤكداً أن"خططاً مختلفة قيد البحث، والمهم احترام حقوق إيران". كذلك وصف الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسين انتظامي الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية-الروسية التي أجريت أول من أمس، بأنها"إيجابية وتبعث على الرضا"، مضيفاً أن"النيات الحسنة رافقتها"، معرباً عن أمله في أن تسيطر هذه الأجواء على بقية جلسات المحادثات. وأشار إلى أن هدف زيارة الوفد الروسي الذي يرأسه عرض تفاصيل الاقتراح الذي قدمته موسكو إلى طهران والتباحث في شأنه". مقايضة وتوقعت مصادر إيرانية أن يشدد الجانب الروسي على ضرورة إجراء عمليات تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية، وإقناع طهران بالموافقة على ذلك، مع وضع إطار زمني لعلميات التخصيب إلى روسيا، بما يضمن لإيران الحق في نقل هذه النشاطات إلى أراضيها بعد ستة أشهر على الأكثر. وأضافت المصادر أن إيران قد تلجأ إلى هذا الخيار في حال فشلت في إقناع الجانب الروسي الذي يحظى بدعم أوروبي وأميركي، بتوزيع نشاطات التخصيب بين الأراضي الإيرانية والروسية على حد سواء، على ان تعمد إيران إلى مقايضة استئنافها البحوث العلمية لإنتاج دورة الوقود النووية وتخصيب اليورانيوم لأهداف علمية، بموافقة على التخصيب في روسيا. وكان عضو مجلس الأمن القومي ومسؤول الوفد الإايراني المفاوض جواد وعيدي أكد في حديث إلى التلفزيون اإيراني أن"من المبكر اتخاذ قرار بشأن عرض موسكو نقل نشاطات التخصيب إلى الأراضي الروسية". ونفى وعيدي وجود تهديدات روسية بوقف التعاون في استكمال بناء مفاعل بوشهر، في حال رفضت إيران العرض الروسي. مراكز البحوث وفي إطار التحرك الإيراني لفرض أمر واقع جديد قبل المفاوضات المقبلة مع الترويكا الأوروبية في 17 الشهر الجاري، أكد انتظامي أن"المحادثات بين مسؤولي الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية الإيرانية ومفتشي الوكالة الدولية، والهادفة إلى وضع أطر إعادة افتتاح مراكز الأبحاث العملية النووية ونزع الأختام عنها، انتهت، وأن العمل سيبدأ في هذه المراكز أما اليوم الاثنين أو غداً كحد أقصى، مشدداً على أن إيران"مستمرة في تعاونها مع مفتشي الوكالة الدولية في إطار المعاهدات النووية وأن نشاطاتها في مراكز البحوث النووية ستجرى تحت الرقابة الكاملة للوكالة الدولية". وكانت مصادر مقربة من الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية كشفت إنجاز 90 في المئة من عمليات نزع الأختام عن المنشآت التي تنوي إيران استئناف العمل بها، وتوقعت أن ينتهي العمل في نزع الأختام اليوم. وشدد الناطق باسم الخارجية الإيرانية على أن استئناف برنامج البحوث سيكون في إطار"معاهدة حظر الانتشار النووي وتحت رقابة الوكالة الدولية"، مؤكداً"عدم وجود صلة بين البحوث وموضوع التخصيب". ورفض آصفي البيان الذي أصدره الاتحاد الاوروبي وطالب فيه بعدم استئناف البحوث التي"لم تكن يوماً على جدول أعمال المحادثات الإيرانية-الأوروبية ولا يحق للغرب منعها". وطالب الاتحاد الأوروبي ب"التخلي عن لهجة التهديد والتزام الحوار على أساس الاحترام المتبادل". كذلك، أكد وعيدي أن القرار الإيراني باستئناف البحوث النووية"لا ينتظر الموافقة الغربية وأن الرسالة إلى الوكالة الدولية لا تعني طلب الإذن لذلك"، مشيراً إلى أن الموقف الإيراني لا يهدف إلى التأثير على المفاوضات مع الجانب الأوروبي أو قطعها، معتبراً أن الدول الأوروبية لم تلوح بذلك. وشدد وعيدي على أن التهديد بإحالة الملف إلى مجلس الأمن، لن يدفع إيران إالى التخلي عما تريده لأنها"ستعمد حينها إلى وقف العمل في البروتوكول الإضافي للتفتيش المباغت الذي لم يقره البرلمان الإيراني".