سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
5 إصابات جديدة بينها اثنتان قرب أنقرة ... وقروي يتوسل : "خذوا زوجتي واتركوا لي الدجاج والبط" ! تركيا في "حال حرب" مع الطيور وتحاصر المصابين بالانفلونزا
أكدت تركيا أمس، رصد خمس إصابات بشرية جديدة على الاقل بفيروس"اتش 5 ان1"القاتل من سلالة انفلونزا الطيور، ما رفع العدد الاجمالي للمصابين في البلاد، الى تسعة، بينهم ثلاثة اشقاء توفوا في محافظة فان الشرقية الاسبوع الماضي. راجع ص8 وتوزعت الاصابات الجديدة على ثلاثة اشخاص بينهم شقيقان 5 و8 سنوات قرب العاصمة أنقرة واثنان في فان، لكن وزير الصحة رجب أكداغ أبلغ"الحياة"أن المصابين لم يبلغوا مرحلة الخطر،"ما يؤكد نجاح حملة التوعية التي اطلقتها الحكومة، ويعكس اهمية الوعي العام في التعامل مع المرض ومكافحته". وأعرب أطباء عن اعتقادهم بأن ما حصل في جنوب شرقي آسيا يتكرر في تركيا، وهو اصابة افراد ينتمون الى عائلات واحدة بالعدوى وليس جماعات. كما اعتبر مايك ليفيت وزير الصحة والخدمات الانسانية الاميركي ان حدوث عدوى بين عائلات بكاملها أمر غير مفاجئ"اذ يمكن ان تولّد الطيور كميات كبيرة من الفيروس تصيب جميع افراد العائلة بشكل مباشر او غير مباشر". وبدا المشهد في محافظة فان بعد ايام قليلة من وفاة الاشقاء الثلاثة بالمرض الذي جعل تركيا سادس دولة تسجل فيها وفيات في العالم والاولى في اوروبا، اشبه بايام الحرب مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي قبل اكثر من عشرة اعوام. وانتشرت قوات الامن على مداخل قرى المحافظة ومخارجها، للبحث عن"العدو الجديد"الذي يمكن ان يختبئ في طير ينقله او يخبئه احد المسافرين. وفرض على المحافظاتالشرقية حجر صحي، فيما عملت فرق وزارة الصحة على التأكد من عدم انتقال المصابين من البشر الى غرب تركيا، خصوصاً ان كثيرين يستعدون للسفر لقضاء عطلة عيد الاضحى في اسطنبولوأنقرة. وانضمت قوات الامن الى فرق البحث داخل قرى دوغوبيازيد وآن واغضر، بعد وصول انباء عن اخفاء بعض القرويين طيوراً خشية إعدامها. وحصلت مشادة غريبة بين فرق وزارة الصحة التي تؤازرها قوى الامن وأحد قرويي دوغوبيازيد الذي صرخ متوسلاً:"خذوا زوجتي واتركوا لي الدجاج والبط، فهو كل رأس مالي، وليس مريضاً بالتأكيد". واشتكى مسؤولون قرويون من أن المبالغ التي منحتها الحكومة للمزارعين تعويضاً عما يمتلكوه من طيور ودواجن اعدمت لمكافحة انتشار المرض ويقدر عددها بنحو 14 ألفاً حتى الآن، لم تسمح لهم بشراء طيور سليمة. وشاهدت"الحياة"هؤلاء خلال محاولتهم نقل هذه الرسالة الى وزير الصحة اكداغ لدى تفقده المحافظاتالشرقية، اذ اصطفوا متحدّين الصقيع والبرد امام مداخل قراهم لاستقباله، لكنه اهمل التوقف للقاء غالبيتهم في رحلته البرية الطويلة، بسبب ضيق الوقت وسرعة التطورات التي منعت التزامه التوقف عند كل قرية. وفي إيران أ ف ب، أكدت وزارة الصحة خلو البلاد من أي إصابة بمرض أنفلونزا الطيور، وقررت فرض مراقبة شديدة على منطقة الحدود مع تركيا، في حين اكدت السلطات السورية اتصالها يومياً بمراكز الرصد في المحافظات، مشيرة الى عدم تسجيل أي إصابة بشرية او حيوانية بأنفلونزا الطيور هناك.