تفقد وزير الصحة التركي رجب اكداغ امس، قرية دوغوبيازيد الواقعة في محافظة آغري شرق البلاد التي اتهمه مسؤولوها بالتسبب بوفاة ثلاثة اطفال من عائلة كوتش يغيت بانفلونزا الطيور الاسبوع الماضي، بعدما تأخرت وزارته في التصدي للمرض. وفي طريقه الى القرية، شاهد الوزير اكداغ ازدحام السكان في السوق لشراء احتياجاتهم عشية عيد الاضحى المبارك، ولاحظ تجنبهم ابتياع علب البيض، على رغم وضع لوحات امامها كتب عليها بخط اليد:"مغسول ومعقم وبسعر مغرٍ". وبات البيض في قرية دوغوبيازيد عملة لا يتداولها احد مهما تدنى ثمنها، بينما انعدمت تجارة الطيور والدجاج. وكرر الوزير اكداغ، في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه مسؤولي القرية، تأكيداً ان الوضع تحت السيطرة في ظل اتخاذ الحكومة كل التدابير الصحية اللازمة، فيما دعا الأهالي الى التخلي عن تربية الدواجن في بيوتهم، ما حتم ارتفاع صيحات الأهالي للمطالبة بتوفير مستشفيات جديدة وعدد كافٍ من الأطباء، وتأمين مصادر دخل بديلة لهم. وايضاً، ناشد الأهالي الوزير والحكومة زيادة الاهتمام بمنطقة شرق وجنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية وتعزيز جهود تنميتها في ظل معاناتها من الاهمال وتدهور الاوضاع المعيشية لسكانها. وكان وزير الصحة رفض توزيع منشورات توعية للسكان باللغة الكردية، بعدما استجاب لملاحظة وجوب مراعاة واقع عدم اتقان غالبية النساء الا اللغة الكردية. في غضون ذلك، استمر زحف مرض انفلونزا الطيور الى غرب البلاد، حيث اكتشفت خمس اصابات جديدة في مناطق تامسون وتشوروم وقاسطام اونو شمال الأناضول الواقعة على البحر الأسود، ما رفع اجمالي عدد المصابين بفيروس"اتش 5 ان 1"المميت الى 14 توفي ثلاثة منهم حتى الآن. وقال نجدت اونوفار وكيل وزارة الصحة إن نحو مئة شخص في كل انحاء البلاد ينتظرون نتائج الفحوص لتأكيد اصابتهم بانفلونزا الطيور. وصرح الدكتور غونوال رويدر، رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية ل"الحياة"، بأن الوضع في تركيا يشبه نظيره في شرق آسيا لدى انتشار المرض نهاية عام 2003. وأكد ان كل دول المنطقة مهددة بانتشار المرض فيها، في حال لم تتخذ احتياطات وتدابير احترازية واهمها اعدام الطيور المريضة والتخلص منها قبل وصول يد الإنسان إليها، مشيراً الى ان الوقاية تشكل الوسيلة الأفضل لمكافحة المرض. على صعيد آخر، حظر الاتحاد الاوروبى استيراد الريش غير المعالج من ست دول مجاورة لشرق تركيا هي: أرمينيا واذربيجان والعراق وايران وجورجيا وسورية.