طمأنت منظمة الصحة العالمية اوروبا بأن تركيا تتعامل في شكل جدي مع انفلونزا الطيور بعد تأكيد وفاة ثلاثة اشقاء من اسرة واحدة بفيروس"اتش 5 ان 1"المميت الذي ينتمي الى سلالتها. وأكدت الناطقة باسم المنظمة فضيلة شعيب التي ترأست وفداً الى تركيا لمعاينة الوضع ميدانياً والتدقيق في فاعلية التدابير التي اتخذها انقرة بعد ظهور المرض في خمس مناطق شرق البلاد وجنوبها، ان وصول الانفلونزا الى ابواب اوروبا لا يثير القلق، على رغم اشتباه السلطات الطبية التركية بوجود 26 اصابة اخرى. وتوقعت شعيب ان يصدر مختبر بريطاني نتائج عينات دم الاطفال الثلاثة المتوفين التي ارسلت اليه الاسبوع المقبل، تمهيداً لتأكيد اصابتهم بفيروس"اتش 5 ان 1"المميت او عدمه. وأعلن جميل شيشيك الناطق باسم الحكومة التركية ان انقرة رصدت مخصصات جديدة لمكافحة المرض ووضعت خطة لاستنفار كل الجهات المعنية من اجل احتواء مخاطره ومنع انتشاره. وتزامن ذلك مع فرض الحكومة حجراً صحياً على محافظة آغري الشرقية التي توفي فيها الاشقاء الثلاثة، وأعدمت اكثر من 8 آلاف طائر في محيطها المحاذي للحدود مع ارمينيا. وأشار وزير الزراعة مهدي اكار الى ان اعدام الطيور يشكل الحل الامثل لمكافحة المرض، فيما شدد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على ضرورة ادراك المخاطر، ورأى ان وفاة الاطفال الثلاثة نتج من الجهل،"خصوصاً ان والديهم اسكنا الدجاج المريض معهم في البيت اياماً عدة". وطالب اردوغان مواطني محافظات آغري وأغضر وارضوروم وآن واورفا بعدم اخفاء الطيور الداجنة عن فرق وزارة الصحة، من اجل فحصها او اعدامها، مشيراً الى ان الحكومة ستمنح تعويضات مالية لاصحابها. وأطلقت الحكومة حملة لتوعية وتثقيف مخاتير القرى في محافظات الاناضول من مخاطر المرض واساليب انتقاله والتعامل معه. واستخدمت البلديات موظفيها لتوجيه ارشادات توعية عبر مكبرات الصوت، فيما انتشرت فرق اخرى على مداخل المحافظات لتعقيم السيارات، والتدقيق في عدم نقلها مخلفات الطيور المريضة، علماً ان تلك الواقعة اثارت هلعاً دفع الآف المواطينين الى النزوح في اتجاه الغرب، ما تسبب بازدحام شديد على الطرقات.