لا ريب في ان الدموع والآلام والموت تنتظرنا في الاسابيع المقبلة. فحل الازمة بلبنان عسير ومستعص الى الآن. وعلى أثر مذبحة قانا، آن أوان وقف إطلاق النار، بحسب وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. ولكن اسرائيل رفضت وقف اطلاق النار، ووسعت عملياتها العسكرية. واستعملت اسرائيل انقسام الادارة الاميركية على نفسها، والخلافات بين رايس ونائب الرئيس، ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وهما من صقور المحافظين الجدد. والحق أن الصقرين توسلا الحرب الاسرائيلية على"حزب الله"للإطاحة بمساعي رايس التفاوض مع ايران. فرايس هي صاحبة اقتراحات مجموعة الدول"الخمسة +1"على ايران. ولكن رامسفيلد وتشيني يفضلان المواجهة المسلحة مع ايران على الحلول الديبلوماسية. والحق أن الحرب الحالية بالشرق الاوسط هي حرب بين ايران وأميركا. وينوب عن هاتين الدولتين، في ساحة المعركة،"حزب الله"واسرائيل. ولا ريب في أن ضعف أدائها العسكري في هذه الحرب، قياساً على الحروب العربية - الاسرائيلية السابقة، واستهدافها المدنيين، أضعفا دالة اسرائيل في المجتمع الدولي. ولكن الدروس التاريخية تظهر أن في وسع اسرائيل قلب الهزيمة الى نصر عسكري في لحظات الحرب الاخيرة، على ما حصل في الحروب السابقة مع العرب. والخسارة العسكرية الميدانية قد تؤدي الى نصر سياسي. فجهود اسرائيل الديبلوماسية قد تثمر، وتنجح، تالياً، في حمل"حزب الله"على التراجع الى شمال نهر الليطاني، وفي وقف دعم سورية"حزب الله"، عسكرياً ولوجستياً. وتؤجج تصريحات الرئيس الايراني أحمدي نجاد الداعية الى تدمير اسرائيل، ضراوة الحرب. فإسرائيل ترى أن"حزب الله"هو امتداد ايران وأداتها. وعليه، ليست هذه الحرب نزاعاً على أرض، على ما كانت الحروب العربية - الاسرائيلية السابقة. وعلى تركيا تجنب التدخل في هذه الحرب العسكرية والديبلوماسية. عن جنكيز شاندار ، "بوغون" التركية ، 5/8/2006