سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤول في الشرطة يعترف بأن قوانين مكافحة الإرهاب تنطوي على تمييز ضدهم . ربع مسلمي بريطانيا يربط تفجيرات 7 تموز بتأييد لندن الحرب الأميركية على "الإرهاب"
أظهر استطلاع للرأي أن ربع المسلمين في بريطانيا يقولون إن من الممكن تبرير التفجيرات الإرهابية في وسائل النقل العام في لندن في 7 تموز يوليو الماضي، وذلك لأن الحكومة البريطانية تؤيد الحرب على الإرهاب. وقال 45 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إن هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، كانت عبارة عن مؤامرة بين أميركا وإسرائيل. في غضون ذلك، نقلت صحيفة"ذي غارديان"الصادرة في لندن أمس، عن مسؤول رفيع في الشرطة البريطانية أن قوانين مكافحة الإرهاب تنطوي على تمييز بحق المسلمين وتهدد بجنوح الأقليات إلى الجريمة. وأجرت القناة الرابعة في شبكة التلفزيون البريطانية المستقلة الاستطلاع ضمن برنامج وثائقي، ما أوضح أيضاً أن المسلمين الذين تقل أعمارهم عن 24 سنةً في البلاد، من المرجح أن يقوموا بتبرير التفجيرات الإرهابية في شبكة المواصلات العامة في لندن العام الماضي، بنسبة الضعف مقارنة بالذين يبلغون 45 عاماً من العمر. وقتل 52 شخصاً في الهجمات الإرهابية وجرح مئات آخرون. ولكن نسبة 48 في المئة من المسلمين قالوا إنهم"يعارضون بشدة الرأي القائل إن هناك مبررات لهذه التفجيرات وقال 17 في المئة إنهم لا يعلمون. واعتبر المعلقون هذه الأرقام مرتفعة على نحو كبير مقارنة بما كان ورد في استطلاع أجري الشهر الماضي وقالت فيه نسبة 7 في المئة فقط، إنه يمكن تبرير الهجمات الانتحارية على المدنيين في بريطانيا في بعض الظروف، وارتفعت النسبة إلى 16 في المئة إذا كانت هذه الهجمات تستهدف أهدافاً عسكرية. وأعربت نسبة عشرة في المئة تقريباً ممن شاركوا في الاستطلاع عن اعتقادها بأنه سيتم شن هجوم آخر في بريطانيا من قبل إرهابيين مسلمين ولدوا في البلاد. أما نسبة الثلث فقالت إنها تفضل أن تعيش في ظل حكم الشريعة الإسلامية في بريطانيا بدلاً من القانون البريطاني. وفي الوقت ذاته، ذكر نصف المستطلعة آراؤهم أن إجراءات إيقاف الشرطة للأشخاص لتفتيشهم تستهدف المسلمين على نحو أكبر من غيرهم. وترافق الاستطلاع مع تحذير ضابط رفيع في الشرطة البريطانية من أصول آسيوية من أن قوانين مكافحة الإرهاب تمارس التفرقة ضد المسلمين في البلاد ويمكن أن تجعل الأقليات العرقية عرضة لإدانتهم في جرائم. وخلال مؤتمر نظمته جمعية الشرطيين السود في مانشستر شمال غرب، دعا طارق غفور مساعد قائد شرطة لندن إلى بذل مزيد من الجهد للتصدي"للهروب والخوف والانفصال"عن الجاليات البريطانية المسلمة. وشكك غفور، وهو الضابط المسلم الأرفع رتبة، في تأكيدات الشرطة أن عمليات التوقيف ومطاردة الأشخاص أصحاب الملامح الآاسيوية هي نتيجة عمل استخباراتي. وقال إن"هذه الممارسات تستند إلى المظهر الخارجي للأشخاص أكثر منها إلى عمل استخباراتي". واعتبر أنه منذ اعتداءات لندن، ثمة"خطر فعلي"بأن تؤدي القوانين القسرية لمكافحة الإرهاب إلى جنوح الأقليات نحو الجريمة. وأضاف غفور:"في وقت نحتاج إلى ثقة هذه الجاليات فإن تأثير هذه التدابير سيجعلها تنطوي على نفسها". وأكد أن مئات التوقيفات بحق إسلاميين منذ هجمات 11 أيلول، ومن دون أدلة كثيرة، تولد لدى الجاليات المسلمة"شعوراً عميقاً بأنها مهمشة".