سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أربعة أشخاص على الأقل شاركوا في تفجيرات لندن والشرطة "ترجح" هجوماً جديداً . دهم خمسة منازل لمسلمين شمال شرقي انكلترا وأنباء عن التعرف على جثث لمنفذي الاعتداءات
شنت الشرطة البريطانية حملة دهم طاولت خمسة مباني سكنية في وست يوركشاير شمال شرقي انكلترا أمس. وتركزت الحملة في مدينة ليدز، ونتجت منها اعتقالات لعدد من الأشخاص، بعد تقارير أفادت بأن الأجهزة الأمنية على وشك التعرف على هوية احد منفذي اعتداءات لندن التي أودت بحياة 52 شخصاً على الأقل وأصابت 700 آخرين، إضافة إلى العثور على بصمات على المتفجرات المستخدمة. وأشار خبراء إلى أن منطقة غرب يوركشاير تسكنها أعداد كبيرة من المسلمين. ونقلت صحيفة"فاينانشال تايمز"الصادرة في لندن امس، عن مسؤول أوروبي يشارك في الجهود الدولية للعثور على منفذي التفجيرات، انه تم إحراز تقدم لتحديد هوية المسؤول عن التفجير الذي وقع في حافلة راسل سكوير صباح الخميس، ما يعود بالمحققين إلى نظرية وجود انتحاري في الحافلة، الأمر الذي كان جرى نفيه منذ بداية التحقيقات. وتكهن بعض الخبراء بأن قنبلة الحافلة انفجرت من طريق الخطأ، وقد يكون منفذ الانفجار ينقلها الى محطة قطارات أخرى. وصرح مسؤول للصحيفة:"اعتقد بأننا سنرى صور مشتبه به واحد أو اكثر ستنشر خلال أيام". ويولي خبراء الطب الشرعي اهتماماً شديداً لجثتين عثر عليهما داخل حطام الحافلة لتحديد ما إذا كانت إحداهما لمنفذ التفجير. ونقلت صحيفة"تايمز"عن مسؤول بارز في الشرطة قوله:"هناك جثتان علينا فحصهما بدقة متناهية لأنه يبدو أن صاحبيها كانا يحملان القنبلة أو يجلسان عليها". وأضاف"إن إحدى الجثتين قد تكون لمنفذ الانفجار". وذكر مصدر استخباراتي رفض الكشف عن هويته ان من بين هؤلاء بريطانيين معروف انهم تلقوا التدريب في معسكرات تشبه معسكرات"القاعدة"في الخارج. ومن جهة أخرى، أفادت شبكة"أن بي سي"الأميركية نقلاً عن مصادر في الاستخبارات أن المحققين البريطانيين عثروا على بصمات على مواد التفجير التي استخدمت في تفجيرات لندن. وقالت الشبكة إن الشرطة تعتقد بأن أربعة أشخاص على الأقل شاركوا في هذه الاعتداءات. وقالت مصادر في الاستخبارات البريطانية للأميركيين بأن المحققين عثروا على بصمات على مواد التفجير لكنهم لا يعلمون ما إذا كانت لواضعي القنابل. ونقلت الشبكة عن مسؤولين في أجهزة تطبيق القانون قولهم إن منفذي التفجيرات تجمعوا في محطة كينغز كروس ثم تفرقوا لزرع العبوات الناسفة. ويعتقد أن شخصاً واحداً قام بصنع القنابل عبر استخدام متفجرات يستخدمها الجيش، هو على الأرجح المسؤول عن تصنيع كل القنابل التي استخدمت في الهجمات. ويعتقد المحققون أن القنابل صنعت من متفجرات عسكرية مهربة. ويأتي ذلك في وقت ذكرت"صحيفة ديلي ميرور"في عددها الصادر أمس أن ما يصل إلى مئة مشتبه فيهم وضعوا تحت المراقبة منذ وقوع الاعتداءات. من جهته، قال مسؤول استخباراتي أوروبي:"أشفق فعلاً على زملائي البريطانيين. فهم في وضع حرج جداً، وكل ساعة تنقضي تجعل القبض على هؤلاء الأشخاص أقل ترجيحاً، وتزيد من فرص الخلية هذه لتوجيه ضربة جديدة". ورفعت بريطانيا بعد التفجيرات مباشرة درجة التأهب إلى المستوى الثاني، وهو أعلى مستوى يسجل منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. ولا يزال عند هذا المستوى مع المخاوف الرسمية المتزايدة من توجيه الإرهابيين ضربة ثانية إلى العاصمة البريطانية. اعتداء وشيك أمام ذلك، أكد رئيس شرطة العاصمة البريطانية السير إيان بلير أنه"من المرجح"ان تتعرض لندن لهجوم آخر. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن تعرض لندن"لهجوم آخر أمر مرجح، ولا شك في ذلك". وأضاف:"ولكن متى؟ لا أحد يعلم"، معتبراً أن لندن ونيويورك، التي تعرضت لهجوم في 11 أيلول سبتمبر 2001"هدفان كبيران للإرهابيين". واعرب إيان بلير، الذي لا تربطه صلة قرابة برئيس الوزراء، عن ثقته بأنه سيتم الإمساك بمنفذي التفجيرات. وقال:"إن سجلاتنا تدل على انه من النادر جداً أن حصل عمل إرهابي في لندن ولم نمسك بالمسؤولين عنه". وأضاف:"ان هذا اصعب بكثير من إرهاب الجيش الجمهوري الايرلندي"، في إشارة إلى موجة التفجيرات التي نفذتها تلك الجماعة في لندن وغيرها من مناطق بريطانيا في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وتابع"ولكن الإرهاب لا يزال أمراً تستطيع قطاعات المجتمع البريطاني هزيمته اذا عملت معاً". مخاوف البريطانيين في موازاة ذلك، كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة"تايمز"البريطانية أن الغالبية العظمى من البريطانيين تؤيد اتخاذ إجراءات مشددة جديدة لتقليص مخاطر التعرض لهجمات بعد تفجيرات الأسبوع الماضي. وقال نحو 86 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انهم يؤيدون منح الشرطة البريطانية سلطات جديدة لاعتقال من تشتبه فيهم، وقال 88 في المئة انهم يفضلون تشديد القيود على من يمنح تأشيرة دخول لبلادهم. وأفاد 21 في المئة فقط بأنهم سيغيرون خططهم المعتادة للمرور من قلب العاصمة لندن بعد التفجيرات.