وضع مسؤولو الاستخبارات وسلطات تطبيق القانون في بريطانيا قبل أقل من شهر على تفجيرات لندن، تقريراً سرياُ جاء فيه أن "في الوقت الراهن، ما من مجموعة تملك النية والقدرة على مهاجمة المملكة المتحدة". وأرسل هذا التقرير الصادر عن المركز المشترك لتحليل الإرهاب إلى الوكالات الحكومية البريطانية والمسؤولين عن السياسة الخارجية في الحكومة ومجلس العموم في منتصف حزيران يونيو الماضي، أي قبل نحو ثلاثة أسابيع من تفجيرات لندن. ونتيجة للتقرير، عمدت السلطات البريطانية إلى خفض مستوى التأهب لمكافحة الإرهاب في البلاد درجة، ليتراجع من خمس إلى أربع درجات على مقياس مؤلف من سبع درجات. ويضم المركز كبار مسؤولي الاستخبارات البريطانية والشرطة والجمارك. وعند سؤاله عن التقرير، قال مسؤول بريطاني كبير رفض الكشف عن اسمه:"لا نناقش التقارير الاستخباراتية". ورأى مسؤولون بريطانيون أن خفض درجة التأهب ليس له أي تأثير في الإجراءات الوقائية لمواجهة الإرهاب، فيما قال وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك إن ذلك لا يجعل بريطانيا أكثر عرضة لاعتداء. وشكل التقرير المقتضب مفاجأة، باعتباره رأى أن النشاطات المرتبطة بالإرهاب في بريطانيا هي نتيجة مباشرة للعنف في العراق. وجاء في التقرير:"الأحداث في العراق تستمر في تشكيل محرك ومركز نشاطات مختلفة متعلقة بالإرهاب في المملكة المتحدة". ولم ينف أربعة من كبار المسؤولين البريطانيين سئلوا عن الموضوع وجود التقرير الذي وصلت نسخة منه إلى صحيفة"نيويورك تايمز"من طريق جهاز استخبارات أجنبي. ربط الاعتداءات بالعراق في غضون ذلك، كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن ثلثي البريطانيين يعتقدون أن ثمة صلة بين دور المملكة المتحدة في العراق والتفجيرات الأخيرة في لندن التي أدت إلى مقتل 56 شخصاً. ورأى 33 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع الذي نشرت صحيفة"ذي غارديان"نتائجه انهم يعتقدون أن بلير يتحمل"قدراً كبيراً من المسؤولية"عن التفجيرات، بسبب قراره المشاركة في الحرب على العراق عام 2003. وذكر 31 في المئة أن بلير يتحمل"قليلاً"من المسؤولية، في حين استبعد 28 في المئة وجود صلة بين تفجيرات لندن وتورط بريطانيا في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق. كما يعتقد 75 في المئة من البريطانيين أن من المحتمل وقوع تفجيرات أخرى في المملكة المتحدة.