أظهر استطلاع للرأي العام في بريطانيا ان نسبة تزيد على خمسين في المئة من البريطانيين، يعتقدون ان الاسلام يشكل خطراً على الغرب. ويأتي ذلك بعد المؤامرة المزعومة لتفجير طائرات فوق الاطلسي التي كشفت اوائل الشهر الجاري، وكذلك التفجيرات في شبكة المواصلات في لندن العام الماضي. ويبدو ان تلك التطورات جعلت المزيد من البريطانيين"يخشون الاسلام"عموماً، وليس العناصر المتطرفة فيه فحسب، كما يخشون ان تواجه بلاده"مشكلة اسلامية". جاء ذلك وفق الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة"ذي ديلي تلغراف"البريطانية. وقال اكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه معهد"يوغوف"المرموق ان الاسلام"يشكل تهديداً للديموقراطية الليبرالية الغربية". وكانت نسبة الثلث فقط، أبدت مثل هذا الرأي بعد أحداث 11 ايلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وأكد الاستطلاع المخاوف التي اعربت عنها الحكومة البريطانية من أن البلاد اصبحت تعاني من"حال استقطاب"بين المسلمين وبقية السكان الذين يضمرون الشكوك ازاء المسلمين، وبذلك ترسخت جذور الفكرة القائلة بصراع الحضارات. ولاحظت الصحيفة ان نسبة القلق من المسلمين زادت باضطراد منذ تفجيرات 7 تموز يوليو في لندن العام الماضي والتي أدت الى مقتل 52 شخصاً. وتضاعفت نسبة الذين يعتقدون ان اعداداً كبيرة من المسلمين البريطانيين لا تشعر مطلقاً بأي احساس بالانتماء الى بريطانيا، لذا فهم مستعدون للقيام بأعمال ارهابية. وكانت هذه النسبة تبلغ منذ عام عشرة في المئة، وأصبحت الآن 18 في المئة. وفي المقابل أوضح الاستطلاع ان عدد الذين يعتقدون ان كل المسلمين البريطانيين تقريباً مسالمون ويلتزمون بالقانون ويشجبون الارهاب مثلهم مثل أي شخص آخر، هبط من نسبة 23 في المئة في تموز يوليو من العام الماضي الى 16 في المئة حالياً. وترى نسبة كبيرة من الناس بالمقارنة مع العام الماضي انه ينبغي على الشرطة وجهاز الاستخبارات الداخلية MI 5 ان يركزا جهودهما لمكافحة الارهاب على المسلمين. وكانت وزيرة شؤون الطوائف الاجتماعية روث كيلي أقرت بأن التوجه الخاص بتعدد الثقافات الذي كان يلقى تشجيعاً من اليسار البريطاني لعقدين من الزمان كان بمثابة خطأ وانه يمكن ان يكون ساهم في حال الابتعاد التي يشعر بها عدد كبير من الشبان المسلمين حالياً.