حدث ثقافي ترويه حديقة السويدي من جاكرتا إلى الرياض    أرامكو و "بتروفيتنام" توقعان اتفاقية تعاون إطارية    أسرتا القاضي والعيسائي تستقبلان المواسين في وفاة فقيدهما    وزيرة الخارجية السلوفيني: التشريع الإسرائيلي بشأن الأونروا "ضربة خطيرة للقانون الدولي"    هيئة المسرح والفنون الأدائية تعلن إطلاق الدورة الثانية من مهرجان الرياض للمسرح    استشهاد فلسطينيين في قصف إسرائيلي على خيمة للنازحين وسط قطاع غزة    هل تتخلى ميغان عن هاري ؟    «الإندبندنت»: فينيسيوس استحق «الكرة الذهبية».. لكن رودري يستحقها أكثر    «مشرحة» يونايتد    للمرة الثانية.. القطري عفيف أفضل لاعب آسيوي    الفالح: لدينا 540 مقراً إقليمياً للشركات وتخطينا مستهدفات 2030    الأرصاد: استمرار هطول الأمطار على عدد من مناطق المملكة    الناصر: 106 ملايين برميل الطلب على النفط في الربع الرابع    5 طرق طبيعية لخفض ضغط الدم المرتفع    تقلبات جوية في المناطق حتى السبت القادم    «رادار طقس المدينة» يغطي 300 كيلومتر    مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن يحتضن مرحلة جديدة من البرنامج التطوعي    حصرياً على منصة «ديزني+».. طرح النسخة العربية من فيلم الأنيميشن «قلباً وقالباً 2»    اتفاقية مع «الدفاع» الإسبانية لبناء 3 سفن قتالية من طراز «كورفيت أفانتي»    المملكة تدين إقرار الكنسيت الإسرائيلي مشاريع تحظر أنشطة "الأونروا"    كأس الملك: الفيحاء يتجاوز العربي بهدف رينزو    في الجولة الثامنة من دوري يلو.. أبها يواجه جدة.. والجبيل ضيفًا على العين    تعديل المادة الخامسة من نظام القضاء.. مجلس الوزراء: ترتيبات تنظيمية للجنة الوطنية العليا للصناعة ب"المجلس الاقتصادي"    القيادة تهنئ الرئيس التركي    في ختام دور ال 16 من كأس خادم الحرمين الشريفين.. خبرة الاتفاق تصطدم بطموح الجبلين    الطفلة السعودية كادي الخثعمي..أيقونة جائزة تحدّي القراءة    الكتاب المسموع.. منافس أم مكمِّل؟    كيف ترفع ضغطي في ثلاث دقائق؟    «ميتا» تطور محرك بحث يعمل بالذكاء الاصطناعي    الوقوف لفترات طويلة يضر بصحة القلب    محاكمة طاقم طبي شاهد احتضار مريضة ولم يتدخل    "أسبوع الانتخابات.. ودقات قلب الأسواق"    رئيس الإمارات يعفو عن لاعبي الزمالك    ولي العهد يلتقي ملك بوتان وولي عهد الأردن ورئيس السنغال    المملكة تدين إقرار إسرائيل مشروعات قوانين تحظر «الأونروا» في فلسطين    أمير الرياض يطلع على تقارير التعليم.. ويعزي الفارس    نائب رئيس وكالة (شينخوا) يزور «الرياض».. بحث التعاون الإعلامي    السفير حفظي: المملكة تعزز التسامح والاعتدال عالميًا    محافظ الخرج يستعرض البرامج الصحية    الذهب يرتفع لأعلى مستوى مع ضعف الدولار وتوترات الانتخابات الأميركية    دعوة لرفع كفاءة أداء بنك التنمية الاجتماعية    "التخصصي" يحصد جائزتين في الابتكار    قصة كفاح.. الحربي من قائد سفينة إلى كابتن طيار    التحليق السينمائي    البنتاغون: «عدد صغير» من الجنود الكوريين الشماليين في روسيا    حنين التراث وجمال الذكريات    إنقاذ سيدة توقف قلبها 20 دقيقة    الرقم 13 تشاؤم يؤثر على المجتمعات    تعديل في نظام القضاء و6 جهات تمثل إدارة الصندوق الزراعي    مكة المكرمة الأعلى في كميات الأمطار    القبض على 10 إثيوبيين في جازان لتهريبهم (355) كجم "قات"    نائب أمير الشرقية يزور مركز العمليات الأمنية الموحدة (911)    السفير فيصل حفظي: المملكة تواصل ريادتها في دعم المجتمعات الإسلامية وتعزيز قيم التسامح والاعتدال عالميًا    الغلط مرجوع    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    إزالة مبانٍ لصالح جسر الأمير ماجد مع «صاري»    مذكرة تفاهم بين محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    وكيل الأزهر يشيد بجهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السماء لا تمطر أقنعة
نشر في الحياة يوم 06 - 08 - 2012

تعوّد حمل قناعه حيثما يذهب، يغادر خلسة من دون أن يلحظه أحد، صامتاً حزيناً يخطط، كما في كل يوم، لخيانة جديدة...
كان سريع الخطوات، ثابت الحركة، يتقمص نظرات بريئة حتى يجتاز آخر زاوية تخرجه من حارته، فينعطف الى منطقة نائية، يخلع قناع وجهه البريء فيها ليظهر الشرس منه، فيبدأ نهاره بالبحث.
يضرب قطة تموء جوعاً في الطريق، ويركل كل ما هو صامت على أرض حارّة، يعفّرها قاصداً، غاضباً من اللاشيء، صارخاً متذمراً بأعلى صوته:
اللعنة، اللعنة، اللعنة...
يبحث في القمامة عن شيء يأكله، يحطم الزجاجات الفارغة، ينبش في محتوياتها، ويتركها للريح تتناقلها كما تشاء، حتى تصل الى النهر.
يبحث عن وجهه الساقط في المياه الجارية، لا يجده! تغادره المياه بسرعة فائقة، تتهرب منه، أو ربما تسحبه معها!
يشرب من مياه النهر العذبة، وحين يرتوي يبصق فيها، لاعناً، ناكراً.
يستمر في طريقه، بمحاذاة النهر، كي يجده! أي وجههُ، يطارده والمياه سائرة تأبى انتظاره، تجرف كل ما تجده في طريقها، حتى ظلال الغيوم المتطايرة في السماء.
يتوقف مشدوهاً أمام لوحة جميلة ترتجف لها المياه، في يوم صاف ونهار هادئ، وجه امرأة تصغي الى الهدير، تراقب النوارس، تنتظر كل شيء جميل وتطلب الأجمل.
حالمة، صامتة، مسترخية، مرتاحة وصافية التعابير، تلبس الابتسامة على وجهها. لا حاجة الى أحمر الشفاه، فالفم الجميل يخلق مصقولاً بالجمال.
لا تدع النهار يفوتها، كل يوم على الحال ذاتها، تبقى حتى حلول الليل، تنتظر غروب الشمس كما الشروق، وإن حلّ المساء تحتفظ بابتسامتها الواسعة التي تضيء العتمة.
لم يعرف سبب مكوثه كثيراً أمام هذه اللوحة النادرة، ولمَ تتجاهله!
وقعت عيناه على حقيبة نقودها، جاءهُ الفَرَج، ربما يكون رزق اليوم غنياً؟ اقترب منها، مدّ يده كي يلتقط المحفظة فإذا بها تبدأ بالغناء، تغني بأعلى صوتها وابتسامتها الواسعة تحتل وجهها الناعم. صمتت الكائنات أمام صوتها العذب، الذي اخترق الفضاء وملأهُ ألحاناً، الصدى الواسع دلالة السكون، والصمت الممتد برهان قاطع على الرحيل، فكل الكائنات اوت الى مخادعها، حينها أيقنت أن ساعة الرحيل قد حانت.
تستنشق الهواء العليل للمرة الأخيرة، تتحسس الأرض بلطف، تحك الحجارة بأناملها كي تهتدي على الطريق، وتغادر بحذر.
ارتجفت أوصاله وانكسرت نظراته أمام عينيها المتجمدتين، تسارعت نبضات قلبه، بحث عن قناع البراءة، لم يجده، عن قناع السذاجة، توارى! عن قناع البلاهةِ، اختفى! عن قناع الشجاعة، هرب منه...
ينظر الى السماء مستنجداً.
اللعنة، اللعنة، اللعنة.
دينا سليم - استراليا - بريد الكتروني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.