قال مسؤول سوداني، الخميس، ان السماح لقوات تابعة للأمم المتحدة بأن تتولى مهمات بعثة الاتحاد الأفريقي للمراقبة سيكون انتهاكاً لاتفاق دارفور للسلام الذي وقعته الحكومة والمتمردون في أيار مايو الماضي. وقال مجذوب الخليفة، مستشار الرئيس السوداني، ان اولئك الذين يستخدمون القوة العسكرية لمعارضة اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه بوساطة الاتحاد الأفريقي، ارهابيون ويجب أن تعاقبهم الاممالمتحدة. وقال الخليفة ل"رويترز"انه بموجب اتفاق دارفور لا يوجد مجال لمجيء قوات من الأممالمتحدة. وكان كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، أوصى مجلس الأمن قبل أيام بأن يرسل قوة يصل قوامها الى 24 ألف جندي من القوات التابعة للأمم المتحدة إلى دارفور لتتولى مهمات قوة من الاتحاد الأفريقي قوامها سبعة آلاف جندي. وإذا تم ارسال هذه القوة فستكون أكبر بعثة للأمم المتحدة. وقال الخليفة في مقابلة ان الأطراف قبلت بالالتزام بقوة من الاتحاد الأفريقي فقط وان أي شيء آخر خلاف هذا يعتبر انتهاكاً لاتفاق دارفور للسلام. وقال الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون الشهر الماضي ان السودان يجب أن يفكّر في شأن نشر قوات مسلمة في دارفور. لكن الخليفة قال إن أي قوات تحت مظلة الأممالمتحدة غير مقبولة. واتهم الخليفة الذي كان يرأس فريق الحكومة المفاوض في محادثات دارفور، الأممالمتحدة بمحاولة تقويض جهود الاتحاد الأفريقي في دارفور. وتصف واشنطن أعمال العنف في دارفور بأنها إبادة جماعية وتضع المسؤولية على عاتق الحكومة والميليشيات المتحالفة معها. وتنفي الخرطوم هذا الاتهام. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب مزعومة في دارفور. ويقول حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي ينتمي اليه الخليفة إن قوات الأممالمتحدة واجهة لاستعمار غربي. وتقول احزاب المعارضة التي أيّدت غالبيتها نشر قوات تابعة للأمم المتحدة، إن حزب المؤتمر الوطني يخشى استخدام هذه القوات في القبض على أي مسؤول من المحتمل ان تتهمه المحكمة الجنائية الدولية. ووقعت جماعة واحدة من بين ثلاث جماعات متمردة اتفاق دارفور للسلام في أيار مايو. واحتج عشرات الالاف من أهالي دارفور ضد الاتفاق وقالوا انهم يريدون تعويضات أكبر لضحايا الحرب ودوراً أكبر للمتمردين في تفكيك ميليشيا"الجنجاويد"العربية ومزيداً من المناصب السياسية. وشكّل كثير من زعماء المتمردين الذين لم يوقعوا اتفاق دارفور تحالفا جديداً اطلقوا عليه"جبهة الخلاص الوطني". وهاجمت الجبهة بلدة حمرة الشيخ التابعة للحكومة في ولاية كردفان المجاورة لدارفور الشهر الماضي على رغم عقد هدنة عام 2004. وقال الخليفة انه يعتبر"جبهة الخلاص"جماعة ارهابية. وأضاف ان خطة الحكومة لنزع اسلحة"الجنجاويد"المتهمة بارتكاب الكثير من عمليات الاغتصاب والقتل والنهب التي اجبرت 2.5 مليون شخص على النزوح من ديارهم في دارفور، سرية ولن تعلن.