حض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، أمس، مجدداً الرئيس السوداني عمر البشير على الموافقة على نشر قوات دولية لحفظ السلام وحماية المدنيين في دارفور، وحذر حكومته من أن تقييدها للإمدادات وجهود الاغاثة في الإقليم يُعتبر انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، لكن وزير الدولة للشؤون الانسانية السوداني أحمد محمد هارون نفى في شدة وجود أي نوع من القيود على حركة المساعدات الإنسانية في الإقليم. وفي وقت أعلن فيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ان هناك مؤشرات ايجابية على موافقة الخرطوم على نشر قوات دولية لحفظ السلام في دارفور، قال مسؤولون في الاتحاد الأفريقي والمنظمة الدولية إن ما يربو عن 60 شخصاً قُتلوا في اشتباكات جديدة بين فصيل متمرد والقوات الحكومية في الإقليم. ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري بعد لقائه رئيس الحكومة البريطاني توني بلير في لندن امس، السودان الى قبول القوة الدولية في دارفور قريباً. وعلم ان الرئيس عمر البشير تلقى بعد ظهر أمس اتصالاً هاتفياً من أنان ركز على تطورات دارفور واستمرار الانتهاكات والمواجهات في الإقليم على رغم توقيع اتفاق سلام مع أكبر فصائل التمرد قبل 19 يوماً. وطلب أنان من البشير تخفيف القيود التي تفرضها حكومته على المنظمات الإنسانية وموظفيها، وتسريع تنفيذ اتفاق أبوجا ونزع سلاح ميليشيا"الجنجاويد"التي تروّع المدنيين، كما حضه على الموافقة على نشر قوات دولية في الإقليم لحفظ السلام وحماية المدنيين. ولمح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان الأخضر الإبراهيمي عقب محادثات مع المسؤولين في الخرطوم أمس الى أن هناك مؤشرات ايجابية في شأن نشر قوات الأممالمتحدة في دارفور. وقال للصحافيين عقب لقائه وزير الدولة للخارجية السوداني السماني الوسيلة:"هناك مؤشرات كثيرة الى أن كل شيء سيكون ممتازاً". ومن جانبه، قال الوسيلة للصحافيين إن زيارة الإبراهيمي تأتي في إطار التشاور بين الحكومة والأممالمتحدة في ما بعد توقيع السلام وبناء على قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي، مشيراً إلى ان للأمم المتحدة دوراً تلعبه في عملية تنفيذ اتفاق السلام في السودان عبر المحاور الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي سياق متصل، قال مسؤولون في الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة إن ما يربو عن 60 شخصاً قُتلوا في اشتباكات جديدة بين فصيل متمرد والقوات النظامية في دارفور. ولم تخف حدة الاشتباكات المسلحة بين الطرفين منذ اتفاق 5 ايار مايو الجاري في أبوجا. وأشار الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان إلى تلقي تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن حوالي 1000 من ميليشيات"الجنجاويد"تعيث فساداً في مناطق شمال دارفور. وقال رئيس قسم الإعلام في الاتحاد الأفريقي موسى هاماني ان"المشكلة تبدو أن كل طرف يحاول توسيع مناطقه قبيل أن تدخل الهدنة وعملية نزع السلاح حيز التنفيذ". وأضاف ان قبائل عربية شنت هجومين الجمعة الماضية في جنوب الإقليم وقتلت نحو 35 شخصاً، فيما قالت الأممالمتحدة إن قرويين في المنطقة هاجموا موقعا للجنجاويد وقتلوا 19 شخصاً. وأعرب هاماني عن قلق الاتحاد إزاء احتشاد ميليشيات الجنجاويد قرب كتم شمال دارفور، مضيفا أن دورية الاتحاد شاهدت حشداً من نحو ألف من الميليشيا العربية منذ نحو يومين. ونفى وزير الدولة للشؤون الانسانية السوداني أحمد محمد هارون في شدة وجود أي نوع من القيود على حركة المساعدات الانسانية في الاقليم، وأعرب عن دهشته لتقرير أنان واعتبره منافياً لما يحدث على الأرض. وقال هارون ل"الحياة"ان حكومته اتخذت ما يكفي من الإجراءات الإيجابية لتسهيل انسياب الاغاثة وحركة الموظفين. ورأى ان تصريحات أنان"توضح بجلاء وجود اشكالية في قنوات المعلومات لدى الاممالمتحدة، وتؤكد انها تبني تقديراتها على مواقف مسبقة"الأمر الذي قال انه ينعكس على شكل العلاقة الدائرة بينها وبين الحكومة السودانية. وكرر نفيه القاطع لوجود أي قيود على حركة الموظفين والمساعدات الانسانية، كما نفى في شدة وجود أي مواجهات عسكرية منظمة بين القوات المسلحة والحركات المسلحة، مؤكدا التزام الجيش الكامل باتفاق وقف اطلاق النار. لكنه عزا حدوث بعض المواجهات المتقطعة الى حال الانتقال من الحرب الى حال السلام.