طغت "الحرب الخفية"، الدائرة بين المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل، امس على خلفية فشل الحرب على لبنان، حين حمّل وزير البنى التحتية الميجر جنرال في الاحتياط بنيامين بن اليعيزر رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس المسؤولية عن"اخفاقات الجيش في الحرب"ودعاه الى الاستفادة من عبرها"ولا يعني ذلك انه مُضطر الى الاستقالة". وقال بن اليعيزر، وهو وزير دفاع سابق، لإذاعة الجيش الاسرائيلي ان"إدارة الحرب كانت خاطئة، والمذنب هو من اعتقد انه يمكن توجيه ضربة جوية سريعة وتحقيق الانتصار، وهو ايضاً من اعتقد ان بالإمكان تجاهل قدرة القوات البرية على حسم المعركة". وتابع ان الخطأ الرئيس تمثل في عدم القيام بعملية برية واسعة في موازاة القصف الجوي، وقال انه توجب أولاً الوصول الى نهر الليطاني"ثم احتلال القرى اللبنانية الى الجنوب منه حتى الحدود ولو فعلنا ذلك من اليوم الأول لحققنا نتائج أخرى". وأضاف بن اليعيزر ان"رئيس الحكومة ايهود اولمرت كان صائباً في قراره الرد بعنف على خطف الجنديين وانه اتخذ عدداً من القرارات الأخرى الصحيحة، لكن توجب على المستوى العسكري ان ينتبه الى حقيقة ان اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس يفتقران الى الخلفية العسكرية، لكنه لم يفعل". وزاد انه يأمل بأن يتعظ حالوتس بما حصل"فالنتائج لم تكن جيدة وما يهمني الآن هو السؤال هل الجيش جاهز لمواجهة حدث أكبر دراماتيكية من خطف الجنديين"بعد ثلاثة أو اربعة شهور. وتابع"هل يدرك الجيش الآن انه في حرب مع سورية لا يمكن الاعتماد فقط على الطيران الحربي"وانه لا يؤيد شن حرب على سورية، و"اعتقد ان سورية ليست معنية بحرب الآن ولذا ينبغي علينا تفادي المغامرة". وتوقع معلقون ان تفتح تصريحات بن اليعيزر النيران على المستوى السياسي ايضاً في اطار المعركة الدائرة على"دحرجة المسؤولية"عن الفشل. وكان حالوتس، سرب الى صحيفة"يديعوت احرونوت"بشكل غير مباشر، ما قد تتضمنه دفوع المرافعة في حال استدعي امام لجنة تحقيق أو فحص، أكد فيها اولاً ان المستوى السياسي، وليس العسكري كان وراء رفع سقف التوقعات من الحرب وان القيادة العسكرية لم تعلن ان استرداد الجنديين والقضاء على"حزب الله"هما من أهداف الحرب. وبرأي حالوتس"كمنت المشكلة الأساس في قلة خبرة أقطاب الحكومة في الأمور العسكرية". وأقر بأنه فوجئ بالسهولة التي صادقت بها الحكومة على"اقتراحات متشددة قدمها الجيش ولم أتوقع قط الموافقة عليها". وأضاف حالوتس ان القيادة العسكرية"وافقت على وقف الحرب في أربع مناسبات"، لكن اولمرت قرر مواصلتها وزاد ان الجيش طلب تنفيذ عملية برية واسعة قبل عشرة أيام من اطلاقها لكن اولمرت ارجأ ذلك بداعي ان حلاً سياسياً في الأفق. من جهته قال وزير الدفاع عمير بيرتس امس ان الحرب على لبنان كشفت"فقرات ضعيفة في المجتمع الاسرائيلي واتاحت الفرصة للكشف عن إخفاقات وعيوب سيتم التحقيق فيها ومعالجتها"، مضيفاً ان الجيش عرف كيف يتغلب عليها ويقدم الحلول في الوقت اللازم. وأضاف لدى لقائه جنوداً من"الكتيبة الدرزية"انه ينظر الى نصف الكأس الملآن وإلى المعارك التي خرج منها الجنود أبطالاً يستحقون أوسمة. وزاد"الآن دولة اسرائيل حذرة ومتنبهة أكثر وتتابع التطورات في سورية وايران بعيون مفتوحة من دون أن ترمش أو ترتجف". وينبغي الاستعداد و"فتح العيون"أمام تهديدات اضافية. وقال ان اسرائيل تصر على تطبيق القرار 1701 بحذافيره وليست لديها النية لخرق اتفاق وقف النار. وكرر وزير الدفاع الاسرائيلي ان الحرب في لبنان"خلقت فرصة لاسرائيل لتوقيع اتفاقات سلام جديدة". وقال، خلال جولة تفقدية للحدود بين اسرائيل ولبنان، ان"الحرب وفرت الاسس الجديدة لعملية تفاوضية، انا واثق بأنها ستؤدي الى تغييرات مهمة تمهيداً لاتفاقات جديدة".