يرفع برنامج"المحرر السياحي"الذي تبدأ"قناة السفر العربي"اليوم عرضه شعار"سياحة لا سياسة". يريد الشعار التدليل على غياب"الأجندة"عن برنامج يقول أصحابه إنه سيكون الأجرأ في عالم البرامج السياحية، كونه يحتمل فكرة تجوال الكاميرا في الفنادق والمرافق السياحية"بحريّة"، وكشف جودة وسوء الخدمات المقدمة، كما"هدر"حقوق السائح أو احقاقها... يدلل الشعار على رغبة بتجنيب"المحرر السياحي"اي معارك ممكنة مع وزارات السياحة وأصحاب"الامبراطوريات"الفندقية، العالمية والعربية. يقول المسؤولون في المحطة أنه إذا حدث الإعتراض فلا يسعنا الا التوضيح أن تقديم الخدمات السياحية مسؤولية أخلاقية، قبل أن تكون تجارية، وعلى أصحابها الإلتزام بتقديمها على أفضل وجه، ولن نجامل في محاسبتهم وسنقبل محاسبتنا إذا لم نقم بمسؤولياتنا على أكمل وجه". واذا عرفنا أن القيمين على البرنامج قد أعلنوا رفضهم تلقي الدعوات المجانية التي عادة ما تقدمها شركات الطيران والسياحة الى الصحافيين لاختبار تجارب حية ونقلها الى الجمهور، بالإمكان توقع شكل"الدعم"الذي يقف وراء البرنامج، اذا افترضنا أنه سيقدم على الصورة التي يعلن عنها أصحابه. فلا سبيل في العالم العربي غير دعم"سياسي"يتيح انجاح فكرة مماثلة ترفع شعار"سياحة لا سياسة". تجربة"سري للغاية"الاستقصائية التي قدمتها قناة"الجزيرة"على مدى سنوات، ولا تزال، يقف وراءها دعم سياسي، كما جماهيرية المحطة التي فتحت أبواب الأخبار حول الماسونيين والمتجسسين والمتخفين أمام يسري فودة. كما أن الدعم الكبير الذي يقف وراء برنامج"العين الثالثة"الذي تعرضه"العربية"، هو السبب الذي يجعلها تستمر بعرضه، على رغم عدم قدرة عدد كبير من حلقاته على التجاوب مع فكرة"الاستقصائية"التي يرفعها مقتل الحريري، موت عرفات.... المقارنات قد لا تكون جائزة بين تجارب على قنوات اخبارية جماهيرية، وبين تجربة واعدة على قناة متخصصة جديدة تحاول ان تجد مكاناً وسط"البازار"الفضائي العربي المفتوح. غير أن"النفس الاستقصائي"الذي يعلن القيّمون على"المحرر السياحي"عن الرغبة بضخّه في الفضاء، يضعهم أمام أسئلة الدعم والمجازفة، خصوصاً في بيئة سياحية عربية تسودها قوانين التكتم وليس الشفافية والإفصاح. هل سيساعد"الأخ الأكبر"السياحي، الذي سنشاهد اليوم اولى حلقاته على القناة، نزيل الفندق على جرّ أصحابه الى المحكمة اذا ثبت أن حشرة كانت تلعب في قعر فنجان الشاي المقدم له، كما هي الحال في دول أخرى من العالم؟ وكيف ستدخل الكاميرا الى المطابخ الخلفية ان لم يؤذن لها، وفي هذه الحال سيكون كل شيء موضباً ومولفاً بالطريقة المثلى لظهوره أمام المشاهد؟ هل"سيزرع"البرنامج كاميرات خفية في ملابس طاقم متنكر برداء السائح لنتابع عن كثب رد فعل حيّ لموظف استقبال في مواجهة شكوى محرجة من زبون؟ وهل سيفتح"المحرر السياحي"ملفات سياحية شائكة مثل الاجندة السياحية الخفية التي تقف وراء القرارات السياسية في المنطقة، مثل"السياحة القسرية"التي فرضت على اللبنانيين في دول الجوار بعد أن تركوا بلادهم بسبب الحرب الأخيرة محروقة وبلا موسم سياحي؟ مصر والاردن والسعودية والامارات، بحسب معدي البرنامج، ستكون وجهات سياحية تحت اختبار"المحرر السياحي"في حلقاته الاولى. هل لنا أن نتخيّل المسموح والممنوع في تلك الحلقات وكيف ستخرج علينا؟ أسئلة كثيرة، والاجابات رهن بالحلقات الاولى. *"المحرر السياحي"يعرض اليوم في الساعة 16 بتوقيت غرينتش