وقعت الولاياتالمتحدة اتفاقاً موسعاً يمهد الطريق أمام تبادل أفضل للتجارة والاستثمارات بينها وبين أعضاء"رابطة دول جنوب شرقي آسيا""آسيان"، ما يسمح للبضائع الأميركية الوصول بكميات أكبر الى منطقة جنوب شرقي آسيا، في تحرك يبدو تعبيراً عن رغبة مشتركة في الحد من التأثير المتصاعد للصين في المنطقة. ووقعت سوزان شواب، الممثلة التجارية الأميركية، الاتفاق المعروف باسم"الاتفاق الاطاري للتجارة والاستثمار"مع وزراء تجارة دول مجموعة"آسيان"10 دول، في اليوم الأخير من اجتماعهم في كوالالمبور. وينص الاتفاق على تطوير"نافذة واحدة"أي نظام جمركي موحد لدخول السلع الأميركية إلى هذه الدول. وأوضحت شواب ان الاتفاق هو"منصة لتعزيز التجارة والعلاقات الاستثمارية مع دول"آسيان"التي تشكل مجتمعة رابع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة"، علماً ان التجارة البينية بين الفريقين بلغت حوالى 152 بليون دولار في العام الماضي. وأضافت ان منطقة جنوب شرقي آسيا"من الأولويات، ليس فقط لروابطها الاقتصادية والتجارية مع الولاياتالمتحدة، لكن أيضاً لمصالح الولاياتالمتحدة الجيو - سياسية العامة والتزاماتها في المنطقة". ورفضت شواب، كغيرها من وزراء الرابطة, تحديد موعد ملزم لبدء مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع الإدارة الأميركية. وأكدت شواب إن السياسة الأميركية تجاه ميانمار فرضت عليها عقوبات لم يطرأ عليها تغيير، مضيفة أن الاتفاق مع"آسيان"ينظر إليه باعتباره جزءاً من الجهود الرامية إلى توسيع علاقات الولاياتالمتحدة بالمنطقة ككل، وليس مع دول الرابطة في شكل فردي. وعلى هامش الحدث، حذَّرت شواب من ان"في حال لم يُحقق اختراق في محادثات التجارة العالمية في الأشهر الپ8 المقبلة، فإنها قد تتوقف سنوات عدّة". العلاقات مع الهند وكوريا الجنوبية وفي المقابل، توصل وزراء مجموعة"آسيان"إلى إعادة إحياء محادثات تحرير التجارة مع الهند، بعد توقفها مدة جراء إصرار الهند على عدم فتح أسواقها، لكنهم حثوا الإدارة الهندية على تقديم مزيد من التنازلات. كما توصلت مجموعة"آسيان"ما عدى تايلاند إلى اتفاق مع كوريا الجنوبية ينص على خفض التعرفة الجمركية على تجارة السلع بدءاً من كانون الثاني يناير المقبل، وعلى إنهاء المفاوضات بخصوص تحرير الخدمات في نهاية السنة المقبلة، تحضيراً لتأسيس منطقة تجارية حرة معها بحلول 2012. في حين ان الصين، التي وقعت اتفاقاً مع دول"آسيان"في وقت سابق لتحرير تجارة السلع، تتوقع الانتهاء من مفاوضات تحرير الخدمات في نهاية السنة الجارية، بهدف إنشاء منطقة تجارة حرة معها بحلول 2010. وأشار نائب وزير التجارة الصيني، وي جيان كوه، إلى ان"الصين ملتزمة فتح أسواقها للدول النامية، وتتوقع ان يتوازن فائضها التجاري مع الوقت". يذكر ان رابطة"آسيان"تضم ماليزيا وبروناي وتايلاند وسنغافورة وإندونيسيا وميانمار والفيليبين ولاوس وفيتنام وكمبوديا.