سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لحود يرفض مراقبة دولية للحدود مع سورية ... ووزير الدفاع يؤكد ضبط مخزن صواريخ للمقاومة . شيراك يعلن المشاركة بألفي جندي في "يونيفيل" بعد التوضيحات الضرورية
توقعت مصادر ديبلوماسية دولية أن تظهر"التزامات متينة باشتراك دول أوروبية في قوات"يونيفيل"التي تأخر وصولها الى جنوبلبنان للمساهمة في تثبيت وقف الأعمال العدائية، وإنهاء المرحلة التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الرقم 1701، تمهيداً للانتقال الى المرحلة الثانية وقف النار الدائم في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل اليوم والذي سيسعى الى تأمين نحو 3500 جندي. واعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساء امس، في كلمة متلفزة ان المشاركة الفرنسية في قوة الاممالمتحدة في جنوبلبنان ستكون بحدود الفي جندي. واكد انه حصل من الاممالمتحدة واسرائيل ولبنان على"التوضيحات الضرورية"لنشر قوة دولية في الجنوباللبناني. واعلن الرئيس الفرنسي ان فرنسا"مستعدة، في حال ارادت الاممالمتحدة ذلك، للاستمرار في تولي قيادة قوات يونيفيل". راجع ص 2 و3 و4 وفيما اتفقت المصادر الدولية مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على توقع اتفاق أوروبي على تشكيل القوة الدولية، أكدت المصادر الديبلوماسية الدولية ل"الحياة"أن تأخير وصول قوات"يونيفيل"الى الجنوب عن المهلة الضمنية المحددة كي تنتشر الدفعة الأولى منها، أي أول من امس الأربعاء، يسبب"قلقاً مشروعاً على استمرار الهدوء في الجنوب، فقد مرت المهلة من دون تعزيز"يونيفيل"في وقت نرى ان التوقيت مهم جداً". وتفاعل التهديد الذي نقل عن المسؤولين السوريين بإقفال الحدود مع لبنان، في حال انتشرت قوات دولية على هذه الحدود، بعد قول الرئيس السوري بشار الأسد ان خطوة كهذه تخلق"حالة عداء بين البلدين"، فأعلن رئيس الجمهورية اميل لحود قبيل ترؤسه جلسة مجلس الوزراء امس انه"لا يعود لاسرائيل ان تملي علينا ما يجب ان يكون بين لبنان وسورية، والقرار يعود الى اللبنانيين والسوريين"، في اشارة الى رفضه نشر قوات دولية على الحدود مع سورية. وجاء كلام لحود بعدما اعلن السنيورة ان مثل هذا القرار يتخذه مجلس الوزراء. وأكدت لجنة الدفاع والأمن النيابية بعد اجتماعها امس، في حضور نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، النبأ الذي انفردت بنشره"الحياة"امس عن مصادرة الجيش مخزن اسلحة ل"حزب الله"في الجنوب، ونقل رئيس اللجنة النائب وليد عيدو عن المر قوله خلال الاجتماع ان الجيش"وضع يده على مخزن للصواريخ وليس هذا الخبر هو الاساس، بل ان المقاومة التزمت بما اتفقت عليه تطبيقاً للقرار 1701 ولن تتراجع او تتدخل بهذا الأمر الذي تم وفقاً لاتفاق الفرقاء جميعاً". كما قال عيدو ان هناك نية لدى الحكومة بإبقاء الجيش وحده منتشراً على الحدود مع سورية، وتفكيراً بإعلان فتح المطارات والمرافئ"من دون الحاجة الى موافقة اسرائيل". وكانت المصادر الديبلوماسية الدولية قالت ل"الحياة"أمس:"نأمل بأخبار سريعة في شأن فتح مطار بيروت، في اطار خطوات تدريجية لرفع الحصار"الذي تفرضه اسرائيل على لبنان، خلافاً للفقرة السادسة من القرار 1701. وأوضحت المصادر ذاتها رداً على سؤال هل يفتح المطار آخر الاسبوع، انها لا تريد إعطاء توقيت محدد. كما رفضت الالتزام بتوقيت محدد لوصول طليعة قوات"يونيفيل"المعززة، على رغم توقعها نتائج ايجابية لاجتماع بروكسيل اليوم، مشيرة الى تقدم في المسائل الاجرائية. وأعربت عن الأمل بأن يأتي الفرنسيون في سرعة، مؤكدة ان مجيء دفعة ال3500 جندي وضابط كطليعة للقوات"هي المسألة الأساس فكلما طال مجيء القوات طال الانسحاب الاسرائيلي وهذا يسبب قلقاً وحذراً من توتر الوضع على رغم الاقتناع الدولي بأن ليس من مصلحة اسرائيل تجديد الحرب. وقالت المصادر الدولية ل"الحياة"ان جولة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على دول المنطقة ستكون مطلع الاسبوع المقبل، وستشمل تركيا ومصر والسعودية وايران وسورية ولبنان. وتفاعلت أمس عودة التقنين في التغذية بالتيار الكهربائي في المناطق اللبنانية بعدما رفعتها مؤسسة كهرباء لبنان إثر وقف الحرب الاسرائيلية. وأضيف الى صعوبات المؤسسة بسبب الأعطال التي سببها العدوان ان مؤسسة نقل الطاقة الكهربائية في سورية أبلغت أسفها لعدم تمكنها من الاستمرار في تغذية الشبكة اللبنانية بالطاقة. وفيما زار بيروت وزير خارجية بلجيكا كارل دو جوست امس، ورأى ضرورة ان تكون المراقبة على الحدود اللبنانية - السورية فعالة، واصلت اسرائيل خروقها للخط الأزرق وللأجواء اللبنانية. وتقدمت قوى اسرائيلية الى بلدة حولا واستجوبت مواطنين لبنانيين، وحلّق الطيران الحربي في أجواء البقاع. الرئيس لحود وكان لحود قال رداً على سؤال حول نشر قوات دولية بين لبنان وسورية ان"اسرائيل قتلت البشر وحطمت الحجر لذلك فإن الاممالمتحدة طلبت وضع قوات دولية بين لبنان واسرائيل". وأضاف:"ان سورية استقبلت النازحين في بيوتها وقلوبها وكانت طوال هذه الفترة ترسل المساعدات الى لبنان. وأريد ان أسأل هل يريدون ان يعاملوا سورية كما عاملوا اسرائيل؟ فليسمحوا لنا". وفي شأن التلويح السوري بإقفال الحدود مع لبنان في حال انتشرت القوات الدولية على الحدود، كرر لحود القول ان"السوريين استقبلوا اللبنانيين في منازلهم وأرسلوا المساعدات. فهل يعني ذلك حصاراً على لبنان؟ لا يعود لاسرائيل ان تملي علينا ما يجب ان يقوم بين لبنان وسورية انما القرار يعود الى اللبنانيين والسوريين". أما الوزير محمد فنيش الذي يمثل"حزب الله"في الحكومة فقال قبل دخوله جلسة مجلس الوزراء ان الحزب"تريث في الرد على اسرائيل وكان اتخذ قراراً بضبط النفس لأن هذا الموقف لمصلحة البلد". وأضاف:"ان تراكم الخروق وحجمها قد يستدعيان الرد المرتبط بالتطورات المقبلة". وفي شأن سورية بإقفال الحدود في حال انتشار القوات الدولية عليها، تمنى الوزير فنيش على المجتمع الدولي"عدم استخدام لبنان لمزيد من الضغوط على سورية لتصفية حسابات اقليمية". رافضاً"ان يكون هناك أي مناخ عدائي بين لبنان وسورية". واستدرك:"نحن مع إشاعة كل مناخ يؤدي الى تعزيز العلاقات، وضد أي شيء يؤدي الى الاساءة الى العلاقة بين لبنان وسورية". وفي نيويورك، علم من مصادر اوروبية ان جهود الاتحاد تتجه نحو اعلان إعداد 3500 عنصراً من القوات الأوروبية مع انتهاء اجتماعات بروكسيل اليوم، للمشاركة في قوات"يونيفيل". وتوقعت المصادر أن يستغرق ايفاد القوات الى الجنوباللبناني حوالي الشهر. وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس جورج بوش أول من أمس، تطرق الى كيفية تشجيع المساهمة ب"يونيفيل"، الى جانب تناولهما موضوع إيران، بحسب الناطق باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك. وقال الناطق ان أنان"ذاهب الى طهران ويجب ألا يفاجئ ذلك أي من أعضاء مجلس الأمن. ولقد تحدث أول من أمس مع الرئيس بوش وتباحثا في زيارته لإيران". وكان دوجاريك أكد عند إعلانه زيارة أنان للمنطقة أن هدف الزيارة هو"تطبيق القرار 1701"وتشجيع الدول التي لها نفوذ مع الأطراف اللبنانية ان تلعب دوراً"ايجابياً دعماً لتنفيذ القرار 1701". وسُئل دوجاريك أمس عن موقف الأممالمتحدة من موقف سورية الرافض انتشار قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية، فاجاب ان"القرار جلي الوضوح"في ايلائه الى الحكومة اللبنانية"مسؤولية تأمين الحدود... فإذا قررت الحكومة اللبنانية أنها في حاجة الى مساعدة الأممالمتحدة في ذلك ستكون الأممالمتحدة مستعدة للمساعدة". وشدد على ضرورة أن تكون القوات الدولية الاضافية ل"يونيفيل""ذات شرعية سياسية، وكذلك ذات شرعية عسكرية"، موضحا ان الدول المساهمة في القوات يجب أن تكون ذات تمثيل جغرافي موسع، أوروبي وغير أوروبي. وفي ما يتعلق ب"قواعد الاشتباك"، أكد الناطق أن كل الدول تسلمت نص مشروع هذه القواعد اليوم الماضي"ولم ينتقدها"أحد كما لم يعترض أحد عليها، بالتالي لم يطرأ أي تغيير عليها. وقال:"في ما يخص مسألة قواعد الاشتباك، أعتقد بان الجميع يوافق على ما هي، وهم على استعداد للقبول بها". وتنظر دائرة حفظ السلام في عروض من دول مستعدة للمساهمة بدعم للقوات مثل بريطانيا التي عرضت على القوة الدولية استخدام طائرات"الأواكس"وسفينة حربية والقاعدة البريطانية في قبرص. كلمة شيراك أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس إن بلاده قررت المساهمة بكتيبتين 2000 جندي في تعزيز قوة"يونيفيل". وأكد التزام باريس مسؤولياتها في لبنان"من أجل أن يتوقف القتال". وحذر من أن وقف النار الذي أتاحه القرار الدولي الرقم 1701"يبقى هشاً". وقال:"حصلنا من الأممالمتحدةولبنان وإسرائيل على ضمانات أن القوة ستتمكن من القيام بمهمتها على الأرض. وقد طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن تعمل القوة في ظروف تضمن أقصى الأمن. وحصلنا من الأممالمتحدة على التزام توفير الظروف المطلوبة، لتكون القيادة سهلة من دون تعقيد وسريعة التدخل"، والظروف التي"ينبغي أن تضمن حرية التنقل للقوة وقدرتها على العمل في مواجهة أوضاع هجومية محتملة". وأضاف شيراك أن هذا القوة"ستنتشر، لكنها ستركز على توزيع عادل للمساهمات الدولية فيها"، مشيراً إلى أنه طلب هذه المساهمة من دول أوروبية وإسلامية وآسيوية، ومتمنياً"أن تلتزم على الأرض بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن". وأكد شيراك أن"فرنسا مستعدة إذا رغبت الأممالمتحدة أن تستمر في قيادة القوة. وسنقوم خلال الشهور الستة المقبلة هذه الآلية، استناداً إلى تطورات الوضع". وقال إن"هدف التزام فرنسا هو الأمن والقرار 1701 الذي يؤكد الشروط لحل دائم وهي إطلاق الجنديين الإسرائيليين المخطوفين، وعودة الأسرى اللبنانيين، وترسيم الحدود، خصوصاً في مزارع شبعا، ونزع سلاح الميليشيات الذي ينبغي أن يتم في إطار لبناني. وينبغي أيضا تشجيع عودة النازحين وتشجيع التضامن الذي يتيح إعادة إعمار لبنان"، معلناً أن بلاده تعمل من أجل مؤتمر دولي في هذا الشأن.