نشط منذ بعض الوقت أطباء التجميل في تونس وتحولوا مقصد كثيرات ممن يحبذن تغيير ملمح ما في وجوههن أو أجسادهن، عبر عمليات شفط ونفخ وتجميل. مريم، أم لابن واحد, تقول إنها أقدمت على اجراء عمليات عدة للتجميل، لكل واحدة منها مبررها بالنسبة إليها. العملية الأولى هي عملية شفط الدهون في أسفل بطنها المترهل بعد انجابها وحيدها كريم. وتقول إن الحمل والولادة والبقاء في المنزلجعلتها"ناصحة، سمينة", وبقي"كرشها كبيراً"على حد تعبيرها، الأمر الذي أقلقها كثيراً، خصوصاً إن هذا التغير أقعدها عن القيام بأعمال كثيرة وأبعدها عن ارتداء الكثير من الملابس التي تجاري الموضة. وتقول مريم:"تبعات حملي بولدي كريم كانت السبب لعدم انجابي ثانية، خاصة أن جسدي قابل للانفلاش بعد الإنجاب كما تبين لي، وهذا سيتطلب مجهوداً كبيراً لإعادة جسمي إلى ما كان عليه، وهذا صعب جداً". وكانت مريم تتمنى الإنجاب مرة أخرى، خصوصاً أمام إلحاح زوجها وابنها الوحيد, لكنها لا تزال مترددة. وكانت العملية التي أجرتها مريم في احد أرقى مصحات العاصمة التونسية محفزاً لإجراء عملية ثانية وثالثة، خصوصاً بعدما شاهدت النتائج الملموسة والتغيير الجذري في جسدها. فقد كررت التجربة في منطقة الأرداف والفخذين، ولم تيأس، أو بالأحرى لم تكتف بهذا القدر، فهي تنوي أن تقوم ب"نفخ"صدرها بالسيليكون,"وهو ما سيضفي رونقاً وجمالاً أكثر على جسدي"كما تقول. ناهيك بنيتها نفخ شفتها العليا لاعتقادها أنها صغيرة نوعاً ما. وتعتقد مريم بأن على السيدات الاعتناء بجمالهن وأجسادهن، وأن يبادرن إلى نوع من التجديد المستمر"إرضاء الزوج وكي لا يرفع عينه عني وألا ينطق لسانه بكلمة مديح إلى غيري!"كما تقول. وعند السؤال عن عدم اتباعها بعض التمرينات الرياضية أو نظام صحي لتخفيف وزنها بدلا من عملية الشفط التي أجرتها كان جوابها أنها لا تحب الرياضة، كما أن عملها لغاية الساعة السادسة مساء بحسب نظام الحصتين المتبع في تونس واعتناءها بالمنزل على رغم وجود خادمة لا يبقيان لها الوقت لمزاولة الرياضة، كما أن وصفات الريجيم لم تأت بفائدة أمام شهيتها المفتوحة على الطعام. صابرين ابنة السبع وعشرين سنة أجرت بدورها عملية لتكبير شفتيها مرتين فمفعول العملية لا يدوم أكثر من ستة أشهر. وهذه العملية جعلتها على حد تعبيرها"سكسي"أو جذابة، فهي تحب الاعتناء بنفسها، وبجمالها، وتفرح بنظرات الشباب وبعض تعليقاتهم، لأنها تزيدها ثقة بنفسها أحياناً. صابرين لم تشأ أن تجري العملية هذه بشكل دائم, وفضلت أن تجريها على فترة قصيرة ولو اضطرت لإجرائها مرات عدة، فمن الممكن في رأيها أن تظهر"تقليعات"جديدة في هذا المجال، خصوصاً أن موضة عمليات التجميل تتبدل بسرعة كما تقول. صابرين لم تخف أنها ستقوم بإجراء عملية لتكبير صدرها إن رأت أنها تحتاج الى هذا الأمر، لكنها معجبة حالياً بشكل جسمها، بخاصة أنها تحافظ على جسم"مشدود وممتلئ". أما نادية، ابنة الخمسة وعشرين ربيعاً، فتريد أن تجري عملية شفط الدهون، خصوصاً أن وزنها غير متناسق مع طولها 168 سم، 98 كغ وهو ما يشكل"مأساة"بالنسبة اليها، مع أنها تؤكد أنها لا تشعر بثقل في حركتها، خاصة أنها تتحرك بسرعة وبشكل مستمر من دون أن تشعر بالتعب. فهي معتادة على وزنها منذ سنوات عدة، كما أنها لا تخجل من ارتداء لباس البحر على الشاطئ، وكل ما تشتهي من ملابس في مختلف المناسبات. إلا أنها ترى أن عليها الإقدام على هذه الخطوة عاجلاً أم آجلاً، فهي ألغت موعد العملية الذي كانت حددته سابقاً، لأنه كان عليها الاختيار بين استثمار نقودها التي كسبتها من عملها في محل البيتزا إما في العملية، واما في اتمام دراستها في فرنسا. وكان الاختيار الاول للدراسة والسفر لما فيه من متعة وفائدة معاً.