باشر امس "حزب الله" دفع تعويضات للذين تضررت منازلهم ودمرت في ضاحية بيروت الجنوبية. وقدّر الحزب الوحدات السكنية المعنية بنحو 8500، وكان الأمين العام للحزب حدد 12 ألف دولار عن الوحدة السكنية لاستئجار بديل لمدة سنة في انتظار اعادة بناء الأبنية المدمرة خلال هذه الفترة على نفقة الحزب. وأعلن"حزب الله"انه عوض 120 عائلة حتى الآن بدفع هذا المبلغ النقدي الذي يدفع لمرة واحدة، ولم يوضح الحزب من أين تأتي أموال التعويض تلك. ورجحت وكالة"رويترز"ان يتكلف هذا البرنامج 150 مليون دولار على الاقل. وقال أيمن جابر 27 سنة وهو يمسك رزمة من 12 ألف دولار:"هذا المبلغ معقول جداً جداً وليس صغيراً، ويمكن استئجار شقة مكونة من غرفتي نوم وغير مؤثثة في ضواحي بيروت الجنوبية بمبلغ 300 دولار شهرياً تقريباً". وكان منزل جابر في المربع الامني الذي دمر بالكامل. وتحولت المنطقة بأكملها الى تلال من الركام. وانشأ الحزب 12 مركزاً لتنظيم توزيع المبالغ النقدية على ان تبرز كل عائلة بطاقة هوية وشهادة ملكية العقار. وقال مسؤول في الحزب لم يذكر اسمه:"لدينا احصائيات كاملة عن كل الأبنية التي دمرت او تضررت. لاحقاً سندفع ثمن شقة جديدة او سنعيد إعمار المباني التي دمرت". وتحولت الضاحية الجنوبية خلال الأيام التي تلت وقف النار الى موقع تقصده وفود دولية لاطلاعها على عينة من العدوان الإسرائيلي، ويقصده سياسيون لبنانيون ووفود عربية للتضامن مع المقاومة الإسلامية. وزار رئيس"تيار المردة"سليمان فرنجيه الضاحية امس، وجال في الشوارع والمربع الامني وصولاً الى مبنى تلفزيون"المنار"حيث دعا السلطة الى ان"تكون بحجم المقاومة والعروبة الحقيقية والانتصار كي تصبح الدولة ممثلتنا، ونحن نبشرهم بأن الدولة التي تمثلنا وتمثل هذا التوجه آتية". وحمل فرنجية على الأكثرية قائلاً:"هم لا يريدون إدخال الجيش الى الجنوب من أجل شرعية يفتقدها البعض. هدفهم سحب سلاح المقاومة لتقوية فريق على آخر، لأن المقاومة ليست مشروعهم السياسي". وعن توقعه لمرحلة ما بعد الحرب قال:"ثمة عباقرة أداروا الأزمة والحرب بطريقة عبقرية وسيديرون السياسة بعد ذلك بالأداء نفسه، وقد يكون ذلك ضمن حكومة وحدة وطنية". وزار الضاحية ايضاً وزير التشغيل والتضامن الوطني في الحكومة الجزائرية جمال ولد عباس، وتزور الضاحية غداً وزيرة التعاون الدولي السويدية كارين جامبين في إطار التحضيرات لمؤتمر دولي لدعم لبنان يعقد في السويد. ويزورها الأسبوع المقبل وفد من سفراء أميركا الجنوبية ووزيرة خارجية اليونان دورا باكوبايتس.