اتفق رئيس الحكومة رفيق الحريري و"حزب الله" على تكليف لجنة تقنية مشتركة تقوم بدراسة تفصيلية لجدوى المشاريع الاقتصادية الانتاجية التي يمكن تنفيذها في منطقة بعلبك - الهرمل وتؤدي الى افادة الأهالي. كما اتفق الجانبان على ان يلتقي نواب بعلبك - الهرمل الحريري غداً الخميس ليناقشوا معه الاوضاع الانمائية والمعيشية للمنطقة. وكان الحوار بين الحريري و"حزب الله" ممثلاً برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل استؤنف ليل اول من امس في اجتماع في قريطم استمر نحو ساعتين. وقالت مصادر المجتمعين ل"الحياة" ان اجواء اللقاء الثاني كانت ايجابية ومثمرة، وجاءت استكمالاً للقاء السبت الماضي، مشيرة الى انه خصص لعرض القضايا الرئيسة العالقة بين الحزب والحكومة وفي مقدمها: انماء بعلبك - الهرمل، الاخلاءات قرب مطار بيروت وتحريك المشاريع الموكلة الى مؤسسة اعادة تأهيل المدخل الجنوبي لبيروت أليسار. ولفتت المصادر الى ان الملفات نوقشت "بصراحة متناهية، ما عكس رغبة لدى الطرفين في التوصل الى نتائج عملية بعيداً من التشاطر او تبادل التراشق حول المسؤولية عن الملفات"، مؤكدة "ان اللقاء الثاني افسح في المجال ايضاً امام تحديد الثغرات التي كانت قائمة في الماضي وحالت دون التأسيس لعلاقة دائمة". وكشفت المصادر ان قضية انماء بعلبك - الهرمل "استحوذت على القسم الاكبر من الاجتماع، نظراً الى إلحاحها من جهة، وللإسراع في التصدي للمشكلات التي تعانيها هذه المنطقة، والتي يفترض ان تسهم الحلول لها في وضع حد نهائي لزراعة المخدرات من جهة ثانية". وذكرت "ان البحث في وضع هذه المناطق انطلق من رغبة مشتركة في تجاوز تنفيذ المشاريع الخاصة بالبنى التحتية وهي ضرورية، الى وجوب عرض مجموعة من المشاريع الانتاجية التي تؤمن المداخيل المادية وبانتظام لسكان المنطقة". وعرض الحزب وجهة نظره بضرورة انشاء مجلس انمائي لبعلبك - الهرمل بمعزل عن مدى حاجات المناطق الاخرى لمثل هذا المجلس، مبدياً استعداده للتدخل لدى اي طرف يعترض على اقامته من خلال فتح الحوار لتذليل العقبات التي تعترض قيامه. وأوضحت اوساط الحزب ان الحريري تعاطى بإيجابية مع المعطيات التي طرحها الحزب لإنشاء المجلس الانمائي وأبدى تفهمه الى الحاجة الموضوعية لعدد من المشاريع، لكنه طلب إمهاله بعض الوقت ريثما يتمكن من ايجاد الصيغة التي تؤمن تحقيق الاهداف من ورائه. وبالنسبة الى اخلاءات الأبنية على أملاك الغير قرب احد مدرجات مطار بيروت، قالت اوساط الحزب ان رعد والخليل صارحا الحريري ان تخصيص مبلغ ثمانية ملايين ومئتي ألف دولار كبدل لها سيؤدي الى اشكال بين شاغلي الأبنية وبين الحكومة، خصوصاً ان القيمة كانت خفضت من جانب مجلس الوزراء خلافاً لما توصلت إليه لجان الفرز والتخمين المشتركة. ونقل عنهما قولهما ان الحزب ليس في وارد الاشتباك مع الحكومة في وقت يتطلع الى معالجة المشكلات العالقة. واقترحا على الحريري التريث في تنفيذ الإخلاءات وتمنيا اعادة النظر في التعويضات لرفض الأهالي المبلغ المخصص لهم وأبديا استعدادهما لرعاية الحوار بينهم وبين الحكومة. وأيّدا التشدد في مراقبة دفع التعويضات لمستحقيها. وأكد الحريري على وضع معايير موحدة لكل الاخلاءات في بيروت والضاحية والشمال، وضرورة التعاون، نظراً الى وضع الخزينة، الأمر الذي تفهمته قيادة الحزب. ولم تستبعد اوساط مراقبة امكان اجتماع الحريري والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.