أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة إثر الجلسة الاستثنائية التي عقدها مجلس الوزراء امس برئاسته في المقر الموقت في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت، ان مجلس الوزراء"قرر وبعد كل المشاورات التي أجريت ان المؤتمر العربي والدولي لمساعدة لبنان سيعقد في باريس ويكون"باريس -3"وذلك في 15 كانون الثاني يناير 2007". وأضاف:"بحثنا ايضاً مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي أبدى استعداداً لأن تكون باريس مكاناً لعقد هذا المؤتمر وأبدى استعداداً للمساعدة والمعاونة في عملية الاتصالات وإيجاد كل الأجواء الملائمة من اجل مشاركة فاعلة ومهمة على كل المستويات الضرورية للقيام بذلك". وأشار السنيورة الى انه تباحث في الأمر مع رئيس الجمهورية اميل لحود صباحاً،"وتم التوافق على ان المطلوب هو ان يعقد المؤتمر، ونحن في حاجة الى ان يبذل كل جهد ممكن من اجل ان يعقد، ويجب ان ننظر الى الموضوع من هذه الزاوية وهي مصلحة لبنان. وأعتقد ان الجميع مدرك ان هناك مصلحة لعقد المؤتمر لتحقيق هذا الغرض". وقال:"كل الامور جرى تداولها. نحن نعمل وليس من الضروري ان نأخذ موافقة وسائل الإعلام". وعما اذا كانت الأجواء اصبحت مهيأة لمؤتمر كهذا خصوصاً ان هناك كلاماً عن تصعيد بعد شهر رمضان، قال السنيورة:"اللبنانيون يريدون ان يعيشوا ويريدون ترتيب إمكانات فرص عملهم في البلد. لا نريد ان نجلس طوال النهار ونأخذ حقن توتر كأن اللبناني اصبح مدمناً التوتير، وهناك حقنة يأخذها كل يوم ليحافظ على نسبة معينة من التوتر. هذا لا يخلق فرص عمل ولا يحسن مجالات عمل اللبنانيين ولا يساهم في المحافظة على الأمن ولا يحقق شيئاً على الإطلاق". ووصف السنيورة الطروحات التي تقدم بها رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون في كلمته الى أنصاره أول من امس بأنها"مستوحاة حرفياً مما تقوم الحكومة بتنفيذه. لذلك نحن نثمن الموقف والكلام الذي قاله الجنرال عون ونعتبر ان من حقه ان يطالب بأن تتغير الحكومة او تطعم. انا احترم مطلبه ولكن تعرفون ما هو مذكور في الدستور حرفياً وفي اتفاق الطائف لجهة حكومة الوفاق الوطني وليس الاتحاد الوطني ولا نقفز قفزة في المجهول في ذلك". وأكد السنيورة ان لا مشكلة لديه على الإطلاق"اذا كان لدى كل شخص شكوى فليقدمها ويتم التحقيق بها وليس هناك أمر نخافه". وكشف رئيس الحكومة انه اجتمع في السعودية اضافة الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مع رئيس وزراء ماليزيا الذي أبدى استعداداً مستمراً لدعم لبنان. وقال:"تحدثت خلال جلسة مجلس الوزراء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأكد لي ان روسيا ستشارك في مؤتمر باريس -3". وعن الموضوع الأمني قال السنيورة:"في الموضوع الأمني ان كان في قوى الأمن الداخلي او الجيش يجب ان ننظر الى الامور كعملية مستمرة وتصاعدية. وأنا اعتقد اننا نتقدم حقيقة في هذا الشأن ولا نتأخر والجهد الذي يبذل لتعزيز قوى الأمن الداخلي والجيش بالمعدات والتدريب والمعنويات مستمر، من أراد بالأمس ان يطلق القذائف أراد إرسال توتير للأجواء وضرب الثقة بالاقتصاد ولا سيما اننا على أبواب الأعياد. يريدون ان يقولوا للبنانيين والعرب لا تأتوا الى لبنان وبالتالي تعطيل عمل كل المؤسسات الاقتصادية والسياحية وإرباكها اكثر فأكثر. في الماضي بحثنا في مسألة تركيب كاميرات وأرجئ الأمر. ولكن اعتقد ان الأيام تثبت ان الوسائل المعتمدة تتغير وبالتالي الطرق التي يمكن ان تعتمد للضبط يجب ان تتغير، تبعاً لذلك هذا الموضوع سيبت اما في جلسة الخميس المقبل او الأسبوع المقبل". وعن تعيين وزير أصيل في الداخلية، قال السنيورة:"يوم 12 تموز يوليو بحثت مع الرئيس اميل لحود في هذا الشأن قبل ان تأتينا الأخبار حول ما جرى في الجنوب وعندما حصل ما حصل وضعت الامور جانباً والآن أثرت الامور مرة ثانية مع الرئيس لحود وسنتجه الى اتخاذ القرار المناسب وتعلمون به في وقتها". وأشار الى ان آلية دفع المساعدات لذوي الشهداء وللجرحى الذين أصيبوا بإعاقات"تنفذ الآن ويجري تقديم الطلبات عبر مجلس الجنوب وصندوق المهجرين ويتم الدفع مباشرة لهم". وأضاف:"اليوم تطرقنا الى موضوع صندوق المهجرين ومجلس الجنوب. وقد تباحثت في هذا الأمر مع الرئيس بري ومع المعنيين في صندوق المهجرين وقلنا انه يجب ان نجد حلاً لهذا الموضوع ضمن الإصلاحات التي ينبغي ان نتقدم بها الى المؤتمر الذي سنعقده. حتماً سنضطر الى الاقتراض لدفع هذه المبالغ وتم إقرار مشروع قانون بذلك في مجلس النواب بمبلغ 500 مليون دولار أميركي: 300 مليون لصندوق المهجرين و200 مليون لمجلس الجنوب. وهذا يكون كفيلاً بإقفال هذين الملفين نهائياً وسنحصل على هذه الأموال بالاقتراض، وهي ليست متوافرة لدينا. هذا اقتراض إضافي لكن يجب ان نقفل هذه الملفات ولا تبقى أمور معلقة تتفاقم وتفاقم آلام اللبنانيين. واليوم يعقد في لبنان اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي. وهذا إعلان من العرب لوقوفهم مع لبنان وتضامنهم معه، وهذا ما سيسهل علينا الأمر، اضافة الى عزيمتنا". وكان السنيورة قال قبل دخوله الجلسة رداً على سؤال عما اذا كان يشعر بأنه مهدد:"أنا رجل مؤمن وأعرف في النهاية ان ما أقوم به هو لمصلحة لبنان ولمصلحة اللبنانيين. وإنني لا أخشى في الحق شيئاً". ووصف زيارته الى السعودية بأنها"كانت جيدة جداً"، وأضاف:"انا لم اجتمع خلال هذه الزيارة فقط مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يدعم كل ما له علاقة بلبنان ان كان على صعيد دعم اتفاق الطائف او ما له علاقة بجمع الشمل في لبنان، كما انه داعم ايضاً للاقتصاد اللبناني ولعقد مؤتمر لدعم لبنان ولمعالجة كل النتائج التي أسفرت عنها الحرب التي شنت، انما اجتمعت ايضاً في السعودية مع رئيس الوزراء الماليزي ليل الأحد وكان اجتماعاً جيداً وماليزيا داعمة ايضاً للبنان". ووصف وزير الطاقة محمد فنيش كلام قائد الجيش العماد ميشال سليمان الأخير بأنه"كلام إنسان وطني وملتزم يدرك مهمة الجيش وطبيعة العدو ويتحدث في لغة واقعية تجعل من قدرات الجيش والمقاومة في اتجاه واحد لمواجهة خطر الاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات الاسرائيلية". "أمل"وپ"حزب الله": تعويضات الضاحية غير كافية الى ذلك، رأت حركة"أمل"وپ"حزب الله"في بيان مشترك امس، ان التعويضات التي أعلنها الرئيس فؤاد السنيورة عن البيوت المهدمة في الضاحية الجنوبية لبيروت"لا تتناسب مع الحد المطلوب لتأمين إعادة إعمار الأبنية التي تهدمت أو لشراء بديل سكني، خصوصاً أن المبلغ المعلن شمل التعويض على كل الموجودات بما فيها الفرش والأثاث". ورأت الحركة والحزب في"هذا القرار تجاهل حجم الخسائر التي اصابت المواطنين، إضافة الى الاعتراض على تقسيم المبلغ على دفعتين بما يجعل تأمين البديل متعذراً ويزيد من الأعباء، إضافة الى وجود ملاحظات على بعض الآليات التفصيلية التي تزيد الأمور تعقيداً"، لافتين الى ان المداولة مع السنيورة حول هذا الموضوع"كانت في غير هذا الاتجاه".