التقت سيارات العائدين وقوافل الجيش اللبناني التي سارت منذ الفجر على طرقات الجنوب. بيد أن المشهد بدا أقل ازدحاماً اذ تمكنت سيارات من عبور جسور أعيد تأهيلها اضافة الى مد جسور حديد بديلة، كما في القاسمية على نهر الليطاني، وفي هذا الاطار، سترسل فرنسا الى لبنان 15 جسراً معدنياً متحركاً من طراز"بايلي"الذي استعمل بكثرة خلال الحرب العالمية الثانية، ولا يزال يستخدم لاعادة وصل الطرقات في حال حصول فيضانات. وتركّب هذه الجسور في مهلة قصيرة جداً لا تتجاوز أسبوع، ويمكن أن تمر عليها شاحنات وزنها 35 طناً. وأرسلت باريس الى لبنان خمسة عسكريين اختصاصيين في الهندسة لا سيما في ما يتعلق بالبنى التحتية للطرق لتقويم الحاجات في ما يتعلق خصوصاً بعبور الأنهر التي دمرت جسورها بسبب القصف الاسرائيلي. وفي حين نشطت الحركة في الدوائر الرسمية والمؤسسات الخاصة في المناطق التي طالها العدوان الاسرائيلي واستمر وصول قوافل الاغاثة والمساعدات، ينتظر أن تأخذ حركة العمل اليومي وضعها الطبيعي في المناطق الاخرى مع انتظار عودة النشاط العادي وحركة الملاحة البحرية الى مرفأ بيروت واستئناف الرحلات المدنية الاعتيادية في المطار. ومع متابعة فرق الصيانة ورشها ومتابعة إزالة آثار العدوان، عقدت"خلية الأزمة"المنبثقة من مختلف الكتل واللجان النيابية اجتماعاً في المجلس النيابي لمواكبة تداعيات العدوان وأعمال الإغاثة. وكلفت الخلية رئيسها النائب الدكتور ميشال موسى الاتصال بالهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب لوضع آلية لتعويض ذوي الشهداء والجرحى. وجال وزير الطاقة والمياه محمد فنيش على محطات الكهرباء التي استهدفها العدوان واطلع على حجم الاضرار وبحث مع المسؤولين وضع خطة عمل لاصلاح وترميم الاضرار التي لحقت بمحطات التحويل ومراكزه ولمواكبة عودة النازحين الى ديارهم. كما طمأن فنيش الى انفراج في أزمة المحروقات. وفي القاهرة، أعلن وزير الكهرباء والطاقة المصري حسن يونس عن تشكيل فريق عمل للتوجه إلى لبنان للمساعدة في إعادة بناء محطات الكهرباء وشبكاتها التي دمرها العدوان، وذلك فور إعادة فتح مطار بيروت، مؤكداً أن الوفد الذي سيترأسه المهندس محمد البيلاوي رئيس كهرباء الريف سيكون على متن أول طائرة مصرية تهبط في بيروت. وأعلن وزير الزراعة طلال الساحلي أثناء تفقده مرفأ الصيادين في الاوزاعي الذي طاوله القصف الاسرائيلي ودمر نسبة 95 في المئة من محتوياته أي 380 مركباً، ان لا تلوث في قطاع السمك مؤكداً السعي الى مساعدة الصيادين بكل الوسائل الممكنة والعمل لإعادة بناء ما تهدم. على صعيد آخر، دعا رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع أدمون جريصاتي"الشركات والمؤسسات الاقتصادية والانتاجية، الصناعية والتجارية والسياحية التي تضررت من العدوان الاسرائيلي، الى التقدم من الغرفة لملء الاستمارة الخاصة بالخسائر والاضرار من 18 الى 28 آب أغسطس الجاري مزودين بالمستندات المطلوبة". أولوية رفع الحصار من جهته، طالب المفوض الأوروبي للمساعدات الانسانية لوي ميشال برفع الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه اسرائيل على لبنان، ولفت الى أن المساعدات الانسانية الطارئة التي ارسلتها المفوضية من ضمن الموازنة الاوروبية هي بقيمة 50 مليون يورو، دُفع 20 مليوناً منها، وسيقتطع الباقي من احتياطي الطوارئ في الموازنة، علماً أن الدول ال25 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تعهدت بتقديم مساعدة بقيمة 70 مليون يورو 90 مليون دولار. وأعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ان بلاده ستقدم 2.25 مليون دولار لتمويل المساعدات في لبنان. وستقدم السعودية مليون دولار للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعماً لأعمال الاغاثة وعودة النازحين. ووصلت الى مرفأ بيروت سفينة الشحن الفرنسية العملاقة"كاب كامارا"حاملة 1428 طناً من المواد الغذائية منها 390 طناً من القمح وأدوية ومستلزمات الاقامة ومعدات ومركبات. وتحدث السفير الفرنسي برنار ايمييه منوهاً بلفتة رجل الاعمال اللبناني - الفرنسي جاك سعاده الذي وضع السفينة بتصرف الحكومة الفرنسية لتنقل هذة الكمية الكبيرة من المساعد المقدمة من دول عدة في الاتحاد الاوروبي ومنظمات انسانية غير حكومية. وأفرغت سفينة الإنزال البحرية الفرنسية"ميسترال"مواد غذائية وطنية وفرشاً وأغطية في مرفأ صيدا تسلمها مسؤولون في"مؤسسة الحريري". ووصل الى العاصمة اللبنانية وفد طبي مغربي يضم سبعة جراحين وأربعة صيادلة ومعهم 8 أطنان من الادوية. وجال الوفد على المراكز الصحية والاجتماعية والمستشفيات، وسيلتحق أفراده بعدد من مستشفيات الجنوب.