تتفاقم أزمة الإغاثة وإيصال المساعدات الى النازحين والمحاصرين جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان، على رغم الحركة الناشطة بحراً وجواً لإرسالها، ما حدا بالمنظمات الدولية الانسانية الى رفع الصوت في الايام الاخيرة ومناشدة المعنيين اكثر من مرة لتسهيل تحرك القوافل، وتأمين طرقات آمنة، علماً ان القصف الاسرائيلي المبرمج منذ 12 تموز يوليو الماضي قطّع أوصال المناطق ودمّر الطرقات والجسور الرئيسة، الشريان الحيوي لبلوغ القوافل مقاصدها، وكان آخرها الجسور الأربعة على الطريق المؤدية الى الحدود الشمالية مع سورية، وجسر القاسمية الذي يربط صور جنوب ساحلياً. وفي هذا الاطار، طلب برنامج الاغذية العالمي بام التابع للأمم المتحدة في بيان اصدره امس"وقف الاعمال الحربية من الطرفين"المتنازعين لتسهيل نقل المساعدات الغذائية خصوصاً الى جنوب نهر الليطاني، وشبّه منسق الطوارئ في البرنامج زلاتان ميليسيتش عملية الاغاثة المتعثرة لنحو 100 ألف شخص في المناطق الجنوبية بپ"مريض انقطع عنه الأوكسجين". ولفت البيان الى ان"تدمير 70 جسراً وعدم اعطاء اسرائيل ضمانات الأمن يشل جهود"بام"والمجتمع الانساني كله". وعلقت الوكالات الانسانية عمليات نقل المساعدات بعد ان حذرت اسرائيل من انها ستقصف"كل سيارة تسير جنوب نهر الليطاني"، فضلاً عن انها حذرت من تحّرك السيارات في محافظة الشمال بعد الثامنة مساء. علماً أن منظمة"أطباء بلا حدود"أعلنت عن تجاوزها قرار حظر التجول في الجنوب. من جهته، طالب يان ايغلاند، منسق الأممالمتحدة لعمليات الاغاثة، بتوفير ممرات آمنة وأشار الى نقص الوقود ما أدى"الى اغلاق 4 مستشفيات حتى الآن". وجدد المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية لوي ميشال الدعوة الى"احترام القواعد الانسانية الدولية". وسيزور ميشال بيروت من 14 الى 16 الجاري حيث يلتقي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعدداً من الوزراء وعاملين في منظمات انسانية، قبل ان ينتقل الى اسرائيل. وتعهدت المفوضية الاوروبية بتقديم 26 مليون دولار لأعمال الاغاثة في لبنان، واقترحت زيادة المبلغ الى 50 مليوناً. في المقابل، كشفت اوريلي دوسوسي من منظمة"بروميار اورجانس"الفرنسية ان 4 مطابخ تعمل في صور على توزيع الطعام الساخن والمياه لنحو 1000 شخص يومياً، وأضافت:"يعاني الموزعون المحليون صعوبات بعد تعرض الطرقات للقصف، وتصل بعض المساعدات من بيروت عبر سيارات صغيرة تسلك طرقاً فرعية". وأعلن المفوض الأعلى للاجئين في الأممالمتحدة انتونيو غوتيرس ان نقل المساعدات بات"في غاية الصعوبة"بما في ذلك خارج مناطق المعارك. وعقد أمس اجتماع تنسيقي في السرايا الكبيرة بين الهيئة العليا للإغاثة والمنظمات الدولية المشاركة، وخلص الى الاتفاق على ان تسلم كل منظمة دولية الى الهيئة خطة عملها وتحديد نطاق مهمتها، وشددت الهيئة على وجوب تلبية حاجات النازحين والصامدين في المناطق الساخنة، والتي لا يمكن ان تصل اليها الهيئة مباشرة بسبب صعوبة التنقل. كما اتفق على ان تبلغ المنظمات الدولية الى الهيئة ما أرسلته حتى تاريخه ليتم التأكد من تلبية الحاجات. وحددت وزارة الصحة ثلاثة مراكز في الزهراني، طرابلس، وبيروت للمستشفيات تتسلم منها مادة المازوت بالسفر الرسمي. مساعدات من فلسطين وتستمر المساعدات بپ"التقاطر"الى لبنان، وكان اللافت، ما اعلن في رام الله عن انطلاق 20 شاحنة محملة بالطحين والسكر والدواء ضمن"الحملة الوطنية الفلسطينية لدعم الشعب اللبناني، التي أطلقت بمبادرة من القطاع الخاص وجمعت 300 ألف دولار من التبرعات العينية والنقدية، قدمتها 20 شركة فضلاً عما جُمع من متبرعين وريع حفلة فنية. ورست أمس في مرفأ بيروت بارجة يونانية ناقلة مواد غذائية وحليب أطفال، وأخرى مصرية تنقل مواد غذائية ومياهاً للشرب، كما نقلت بارجتان فرنسيتان مساعدات وأجلتا رعايا أجانب. وضمن الجسر الجوي، بدأ وصول 80 طناً من مواد الاغاثة والمواد الطبية من جنوب أفريقيا على متن طائرات أردنية، كما اشترت جوهانسبورغ 35 طناً من المواد الغذائية من السوق الاردنية لتشحن الى بيروت. وتبرعت ب176 ألف دولار لمكتب الأممالمتحدة الخاص بتنسيق الشؤون الانسانية. وفي دمشق، أوضح وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر الدكتور بشار الشعار ان"حجم المساعدات التي تمر عبر سورية من دول شقيقة وصديقة يتجاوز 500 طن يومياً. كما تتسلم اللجنة الشعبية لدعم الشعب اللبناني في سورية نحو 100 طن يومياً من مواد غذائية وطبية ومستلزمات يتم ايصالها الى المراكز الحدودية". وأكد سفير الامارات في دمشق يوسف المدفعي ان قوافل المساعدات الاماراتية مستمرة، مؤكداً ان بلاده ستعزز عملياتها الاغاثية ومساعداتها في المجالات كلها. وأشار في مؤتمر صحافي عقده أمس، مع ممثلي الهلال الاحمر الاماراتي الى استعداد بلاده لتقديم كل ما هو مطلوب لمساندة اللبنانيين، لافتاً الى"ان معاناتهم حركت الشعب الاماراتي وجمعياته الخيرية ومنظماته الانسانية". من جانبه، أكد رئيس وفد"هيئة الهلال الاحمر الاماراتي"في دمشق محمد ناصر العتيبة ان الهيئة تستعد حالياً لإرسال سفينة مساعدات من الامارات محملة بنحو 2500 طن من المواد المتنوعة لتلبية متطلبات المتضررين في لبنان. خبراء بيئة وبناء على طلب وزير البيئة يعقوب الصراف، أوفد مركز المتابعة والمعلومات"ميك"التابع للمفوضية الأوروبية ثلاثة خبراء في مجال التسرب النفطي للمساعدة في جهود الحد من انشار البقعة السوداء نتيجة التسرب من خزانات الجيه وآثاره السلبية على امتداد 200 كلم من الشواطئ اللبنانية والسورية. وسيساعد الفريق في وصول تجهيزات التنظيف من النروج واستعمالها، وينظم دورات تدريبية لفريق العمل المحلي.