توقفت العمليات العسكرية في لبنان عند الثامنة صباحاً، بتوقيت بيروت، التزاماً من اسرائيل و"حزب الله"بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ولكن صمت المدافع كان سبقه ليل صعب لم يخل من المجازر الاسرائيلية على امتداد لبنان. ولم تهدأ آلة الحرب الاسرائيلية طوال الساعات التي سبقت وقف الاعمال الحربية المقررة في الثامنة صباح أمس وفق القرار الدولي، وكثفت غاراتها وقصفها المدفعي على مناطق عدة جنوبية وبقاعية وفي الضاحية الجنوبيةلبيروت ولا سيما ما يعرف ب"المربع الأمني"في حارة حريك. واستمر الطيران الاسرائيلي في التحليق في مختلف المناطق واحياناً على علو منخفض وصولاً الى العاصمة بيروت وضواحيها حتى في الساعات التي أعقبت سريان قرار وقف الاعمال الحربية. وقال مصدر عسكري لبناني إن الاعمال الحربية توقفت،"لكن طائرات اسرائيلية لا تزال تحلّق في أجواء المناطق المختلفة في جنوبلبنان وشرقه". من جهته، لفت بيان للجيش الاسرائيلي أنه"سيحترم ترتيبات وقف عملياته الهجومية طبقاً لقرار الحكومة على أساس قرار مجلس الامن الدولي 1701، لكنه سيستمر في الدفاع عن قواته وعن مواطني دولة اسرائيل". وكانت مدينة صور وقراها عاشت ليلة صعبة ليل الاحد - الاثنين، اذ اغارت الطائرات الاسرائيلية بعيد منتصف الليل على عدد من قرى القطاعين الغربي والأوسط، خصوصاً قرى القليلة، دير قانون، باتوليه، مجدل زون، المنصوري، ومحيط بلدات الحلوسية وطيرفلسية شحور ودير كيفا وصريفا والمعلية والغربة والحنية. وعملت فرق من الدفاع المدني لاحقاً على انتشال جثث الاطفال عبدالله ووفاء وزين من مبنى آل حويلا في بلدة برج الشمالي. وبقيت جثة الخادمة السريلانكية تحت الانقاض. واطلقت مروحيات نار رشاشاتها الثقيلة على البساتين والحقول المجاورة جنوب صور ومجرى نهر الليطاني. وشنت غارات فجر أمس على بلدات باتوليه، الحوش والبرج الشمالي. وفي القطاع الشرقي، تعرضت بلدة الخيام الى قصف عنيف، اذ سجل سقوط 3 آلاف قذيفة بين الثامنة مساء والثامنة صباحاً، ما ادى الى وقوع اصابات، ولم توافق القوات الاسرائيلية الموجودة في مرجعيون على اجلاء المصابين حتى العاشرة قبل الظهر، كذلك الامر في بلدة كفرشوبا حيث سجل عدد من الاصابات. وأغار الطيران الاسرائيلي فجر أمس على محيط النبطية مستهدفاً مبنى سعد ونصار على طريق زبدين، كما أغار على اربع بنايات على طريق ميفدون - النبطية، حاروف وعلى بلدات سجد، عربصاليم، الزوطرين الغربية والشرقية، الخيم، عبام دبين، بلاط. وقبل نحو نصف ساعة من سريان وقف القتال، اغار الطيران على بلدة حبوش مستهدفاً منزلي جميل روماني وعدنان حميد فاستشهد حميد وجرح عدد من الاشخاص. كما اغار الطيران على مخيم عين الحلوة فاستشهد شخص وجرح عشرة آخرون. ونفذ الطيران الاسرائيلي على دفعتين غارة على محطة حسن للوقود في عين بورضاي عند المدخل الجنوب الشرقي لبعلبك، فدمرت المحطة ومبنى ملاصق لها. وأغار الطيران منتصف ليل الأحد الاثنين على بلدة بريتال حيث استهدف منزل علي مظلوم، موقعاً 40 شخصاً بين قتيل وجريح، بينهم أطفال، واضراراً مادية كبيرة. وتمكنت القوات الاسرائيلية عند الواحدة فجراً من سحب 8 جثث لجنودها في ياطر بينهم 5 كانوا على متن مروحية اسقطت السبت الماضي. من جهتها، اعلنت"المقاومة الاسلامية"الجناح العسكري ل"حزب الله" في بيان ان"مجاهدي المقاومة فجروا عند الرابعة صباحاً امس عبوة ناسفة بقوة مشاة صهيونية حاولت التسلل الى التلال المقابلة لبلدة حداثا ما ادى الى وقوع اصابات في صفوفها". بينما ذكر راديو الجيش الاسرائيلي سقوط مقاتل من"حزب الله"بعد ان اطلق النار على قوة منه، وكان بين مجموعة اقتربت من موقع للجيش في بلدة حداثا في القطاع الغربي. واعلن ناطق عسكري اسرائيلي عن مقتل عنصر ثان من"حزب الله"في اشتباك مماثل، ثم أعلن عن مقتل عنصرين آخرين. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة"يديعوت احرونوت"عن البريغادير جنرال جاي تسور قائد الفرقة 162 في الجيش الاسرائيلي العاملة في جنوبلبنان قوله ان تعليمات ارسلت للقادة الميدانيين تحظر اطلاق النار على مقاتلي"حزب الله"ما لم يكن هناك تهديد وشيك. وأكد مصدر أمني لبناني ان الاسرائيليين انسحبوا ظهر أمس من بلدة مرجعيون وثكنتها التي كانوا احتلوها الخميس الماضي. وقال العميد عدنان داود قائد القوة الأمنية المشتركة، التي كان انسحب 350 عنصراً منها من الثكنة بعدما دخلتها القوات الاسرائيلية، ان هؤلاء سيعودون اليوم. ووصل بالفعل عدد منهم ظهراً الى الثكنة للاستكشاف. وعبث الاسرائيليون بمحتويات الثكنة حيث فجروا ايضاً مستودعاً للاسلحة.وشوهدت تجمعات للاسرائيليين في بلدة القليعة المجاورة ايذاناً بانسحاب وشيك. الى ذلك، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن ضابط كبير في الخدمات الطبية في الجيش قوله ان 116 جندياً قتلوا منذ اندلاع المعارك الشهر الماضي في لبنان، كما قدم عناصر الخدمات الطبية العلاج الى اكثر من 750 جندياً جرحوا في الجنوباللبناني وفي شمال اسرائيل. ولا يزال 114 جندياً في مستشفيات صفد ونهاريا وحيفا. وذكرت وكالة"يو بي اي"ان رئيس الشعبة اللوجستية والطبية اللواء افي ميزراحي قال انه"اذا بقي مقاتلون في لبنان من دون طعام او ماء، بامكانهم اقتحام حوانيت اللبنانيين". ويأتي تصريح ميزراحي في اعقاب انتقادات شديدة وجهها جنود اسرائيليون نظاميون وفي قوات الاحتياط في شأن النقص الحاد في الطعام أثناء مشاركتهم في العمليات العسكرية. وقال جنود عبر وسائل اعلام اسرائيلية ان الجيش لا يزودهم بالطعام وانهم يعتمدون كثيراً على تبرعات مواطنين يجلبون لهم وجبات طعام الى منطقة الحدود. حذار الاجسام الغريبة على صعيد آخر، حذر الجيش اللبناني والدفاع المدني ووكالات الاممالمتحدة من وجود قنابل وقذائف غير متفجرة وعدم الاقتراب من الاماكن التي استهدفها القصف وعدم لمس أي جسم غريب في هذه الاماكن او أي أمكنة أخرى وابلاغ اقرب مركز عسكر عنها. واستشهد الطفل هادي محمد حطاب بانفجار قنبلة عنقودية في بلدة حبوش بعد ساعات من نقله الى مستشفى النبطية الحكومي. كما جرح علي وابراهيم موسى حطاب وهنيه الخطيب. وفي بلدة كفرجوز، جرح المسعف مازن نحلة. وجرحت قنابل عنقودية ايضاً سليمة بركات في يحمر. واستشهد محمد عماشة في انصار.