أخلى "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لاسرائيل الموقع المشرف على بلدة كفرحونة والذي استحدثه اثر انسحابه من منطقة جزين في حزيران يونيو الماضي. وأفاد أهالي البلدة أنهم سمعوا ليل اول من امس اصداء انفجارات، تبيّن لاحقاً انها ناتجة عن تفجير "الجنوبي" تحصينات الموقع بعدما سحب منه الآليات والتجهيزات، اضافة الى الحاجز الذي كان قائماً على الطريق المؤدية الى الموقع. ولا يزال "الجنوبي" موجوداً في عرمتى على بعد ثلاثة كيلومترات من الموقع الذي أخلي، اضافة الى ثكنة عسكرية ومواقع في المرتفعات. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن متحدث باسم "الجنوبي" ان "إخلاء الموقع بمثابة اعادة انتشار بسيطة تمّت لاسباب تقنية، لأنه بات معرّضاً للهجمات أكثر من قبل بعد الانسحاب من جزين". وفي الاعتداءات، أغارت طائرات حربية اسرائىلية الاولى والنصف بعد ظهر امس، على أطراف زوطر الغربية، بعد غارات شنّتها على منطقة عين السماحية - خراج زوطر الشرقية والمنطقة الواقعة بين بلدتي زوطر. وكانت طائرات أغارت صباحاً على مجرى نهر حبوش في منطقة اقليم التفاح، مطلقة صاروخي جو - أرض، وقصفت المدفعية الاسرائىلية في شكل مركّز وعنيف اطراف عربصاليم وكفررمان وحبوش والطريق الذي تربط النبطية باقليم التفاح عند جسر الست زبيدة، والنبطية الفوقا ومجرى نهر الزهراني وثكنة الجيش المهجورة في النبطية. وأفادت مصادر أمنية ان أربع قذائف سقطت على محيط مدرسة عربصاليم الرسمية ما أحدث جواً من الذعر في صفوف الطلاب الذين حوصروا داخل المدرسة ثم غادروها بعدما توقف القصف. وأعلنت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت صباحاً موقعي الاحتلال في السويداء والطهرة وتحدثت عن تحقيق اصابات مؤكدة ومباشرة. واعترفت اسرائىل بعملية السويداء وقالت ان عنصراً من "الجنوبي" أصيب بجروح. واعتبر مصدر لبناني رسمي ان لجوء اسرائيل الى تكثيف غاراتها الجوية على مناطق التماس مع الشريط الحدودي المحتل، على غرار ما حصل اول من امس، يأتي في سياق عمليات تمشيط من الجوّ لاشعار المقاومين انها موجودة وقادرة في أي وقت على الردّ على الاختراقات التي سجلوها في الاسابيع الماضية. ورأى في الغارات الجوية "تعويضاً عن انكفاء جيش الاحتلال عن عدد من المواقع، وهذا ما ظهر للعيان من خلال العمليتين الاخيرتين للمقاومة الاسلامية الاولى نفّذها الاستشهادي عمار حسين حمود اذ نجح في ان يقترب في سهولة من الحدود الدولية عند منطقة القليعة - مرجعيون ويفجّر نفسه في قافلة عسكرية اسرائىلية، والثانية عندما فجّرت المقاومة عبوة في منطقة العباد الواقعة بين بلدة حولا المحتلة ومستعمرة المنارة في الاراضي الفلسطينية المحتلة". وأشار الى "ان اسرائيل تعتمد في الوقت الحاضر سلاح الجو لتعويض اعادة انتشار قواتها البرية التي أخلت معظم المواقع لاعتقادها ان تكثيف الغارات يؤدي الى إرباك المقاومين".