خفيفة، مثيرة، ملونة، وربما سطحية، تلك هي صفات الصحافة الموجهة للشباب الأردني والمكرسة في شكل أكثر وضوحاً في مجلات تميزها من غلافها ذي الصور الحيوية المتواطئة مع المرحلة العمرية الأكثر انفتاحاً. خرجت المجلات الشبابية من رحم فكرة تخصيص نافذة بوح للشباب يعبرون من خلالها عما يعتقدونه وما يريدونه بحسب القائمين عليها، فيما يراها المستهدفون منها"فشة خلق علماشي". وتزخر المجلات الشبابية بصور الفنانين والمشاهير وآخر صرعات الموضة في الثياب والإكسسوارات والسيارات فضلاً عن قائمة الأغاني والأفلام الأكثر رواجاً، وتفرز جانباً لمناقشة قضايا تتعلق بخصوصية المرحلة العمرية المقترنة بالمغامرة والرغبة المستطيرة بالمعرفة وتجربة المرة الأولى بكثير من الجرأة وبعض العمق. لكنها في الوقت نفسه تطرح المواد الثقيلة كالسياسة والاقتصاد ببعض الخجل. وتسلخ مجلات الشباب قراءها عن سياقهم فتصورهم كائنات مختلفة تعيش معزولة. ينتقد الطالب الجامعي إياد ابتعاد المجلات الشبابية عن المواضيع الجادة، معتبراً أن"الشباب هم الأكثر تأثراً بالأحداث لاسيما الاقتصادية والاجتماعية منها". وتؤيده لانا 28 عاماً التي تؤكد أن الشباب معنيون بأحداث الساعة آخذة على القائمين على تلك المجلات النظر إلى الشباب على أنهم"سطحيون". وتضيف"الشباب هم عامل التغيير والقوة في المجتمع ومن الخطأ التعاطي معهم على أنهم مجرد متلقين سلبيين". ويسخر رشاد من تصنيف المجلات شبابية على خلفية ارتباطها بعمر الفئة المستهدفة، ذاهباً إلى أن تصنيفها لا بد من أن يقوم على طريقة تناول الطروحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفق اهتمامات الشباب ووجهات نظرهم. ويعترض شباب على مضامين تلك المجلات وينفون كونها تمثلهم. فليث مثلاً غير مهتم أبداً بما تقدمه هذه المجلات لأنه يعتبرها تقدم"التفاهات والمواضيع الهامشية والجانبية التي لا تضيف معلومة أو تجربة مهمة في حياته". في المقابل، تنتظر آلاء 18 عاماً مجلتها المفضلة"على أحر من الجمر"، فهي تحبذ قراءة مواضيع متصلة بالعلاقة بين الشاب والفتاة في الجامعة والشلل والصداقات والحب. وتقول:"هي مواضيعي الشيقة التي تستهويني، فهي تطلعني على تجارب الآخرين، وتجيب عن أسئلة تدور في ذهني عن العلاقات بين الجنسين وأخجل من طرحها على أحد". وتؤكد آلاء أنها"تقرأ فيها ما يدور في ذهنها كما أنها تنفس عن حنقها حيال عادات أو تقاليد تغيظها، هي باختصار"فشة خلق". ولا يعني سفيان 22 عاماً في المجلات الشبابية إلا صور ممثليه المفضلين خصوصا راسل كرو وتوم هانكس. وهو ما ينسحب على أفنان 18 عاماً المتابعة الشغوفة لأخبار الفنانين والفنانات وأكثر ما يعجبها في المجلات الشبابية أزياء الفنانين والفنانات وأكسسواراتهم. وفي أيار مايو من عام 2001 ظهرت مجلة"سوا سوا"التي ترفع شعار"شبابية غير عادية"لتكرس صحافة شبابية ظلت حائرة بين صفحات الجرائد اليومية والأسبوعية. ويكتب في"سوا سوا"شباب غير متفرغين وصحافيون متخصصون، يطعِّمون لغتهم أحياناً بالعامية ظناً منهم أن ذلك أقرب لقرائهم، وپ"أقل تكلفاً".