خيب الفنان العربي مارسيل خليفة آمال آلاف المحبين في تونس الذين انتظروا بشوق كبير حفلاته التي لا تزال متواصلة إلى اليوم في إطار جولة فنية تقوده إلى كبريات المدن التونسية شمالا وجنوبا، فقد اكتفى بترديد أغنيتين فحسب مفضلا فسح المجال أمام ابنيه اللذين وإن كانا يتميزان بحسن الصوت وجودة الأداء، إلا أن الجماهير رفضت تعويضهما «للوالد» المشهور جدا في تونس بأغانيه الملتزمة وتغنيه بحقوق الإنسان وعلى رأسها الحق الفلسطيني. وطغت على مواقع التواصل الاجتماعية تغريدات تستنكر تأخر الفنان مارسيل خليفة عن الصعود إلى المسرح بساعة وأكثر في كل حفل أحياه في المدن التونسية، واعتبر الناشطون من الشباب بالخصوص، أن تصرفات الفنان مارسيل خليفة صارت تدل على استخفافه بجمهوره الذي أحب أغانيه القديمة والجديدة وحفظها عن ظهر قلب وحضر بالآلاف إلى عروضه ليستمع إليه هو لا إلى ابنيه. وذهب البعض إلى أبعد من ذلك حين رأى أن مارسيل خليفة الذي يحتل المرتبة الثالثة في قائمة أغاني المطربين العرب، أصبح وكأنه يتاجر بقضايا الشعوب العربية من فلسطين إلى لبنان إلى دول الربيع العربي وأولها تونس، التي لم يستجب فيها إلى طلبات جمهوره الذي أصر على أن تكون عروضه الفنية من إحيائه هو لا ابنيه. ويبدو أن مارسيل خليفة الذي خبر الجمهور التونسي جيدا بحكم تردده على تونس وإقامته حفلات سجلت أرقاما قياسية من حيث مواكبة الجمهور، اختار أن تكون انطلاقة ابنيه من ربوع مهد ثورات الربيع العربي، وذلك سعيا منه إلى ضمان نجاحهما في الانتشار عربيا. إلا أن طريقة تقديم نجليه إلى الساحة الفنية كانت خاطئة لأنها حملت عنوانا خاطئا أيضا. فالجمهور التونسي الغاضب من فنانه «الملتزم» أحس أن هذا الأخير خدعه حين دعاه إلى عرض فني له، ثم اكتشف الناس أن الحفل لابني الفنان الذي اكتفى بتقديم أغنيتين فحسب ليتمكن الفنانان الناشئان من الغناء أمام جماهير غفيرة ما كانا يستطيعان جمعها لو أعلن الحفل باسميهما. وكانت الصحف التونسية والإذاعات الخاصة استنكرت هي الأخرى ما أسمته «خدعة مارسيل خليفة» واستخفافه بجماهيره العريضة التي لم تستسغ طريقته في التعامل معها ورفضت بالتالي مواصلة مواكبة العروض بعد خروج مارسيل وانطلاق ابنيه في الغناء. وبذلك يكون الفنان الملتزم قد فشل في مسعاه حيث أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، إلا أن الحجر ارتد عليه فشوه صورته لدى عشاق فنه.