تتسع موجة نزوح العائلات العراقية العربية إلى مدن إقليم كردستان وسهل نينوى. ومن بين 3500 عائلة نزحت إلى كردستان بحسب آخر إحصاء رسمي في الإقليم منذ أن شهدت الأوضاع تأزماً في محافظات وسط العراق وجنوبه بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، حط أكثر من ألف عائلة رحالها في بلدة عنكاوا في إربيل ذات الغالبية المسيحية الساحقة. ومن أهم المشكلات التي تواجه العائلات القادمة، ارتفاع إيجارات المنازل وغلاء المعيشة، نظراً لارتفاع متوسط دخل الفرد في البلدة من جهة، ولأن المنطقة من أكثر مناطق العراق استقطاباً للشركات والمنظمات وحتى قنصليات بعض الدول الأجنبية من جهة ثانية. وتضم عنكاوا أربعة كيلومترات شمال إربيل 16 ألف نسمة. وتبلغ مساحتها مئة ألف متر مربع، وفيها ثلاث كنائس وأربعة مزارات. ويصف مدير ناحية البلدة فهمي سولاقا في حديث إلى"الحياة"الفاقة التي تعاني منها عائلات كثيرة نازحة على رغم المخصصات المالية التي تصرف لهم شهرياً، والتي تقدر بين 100 و150 ألف دينار67 الى 100 دولار لكل حالة واعتماداً على الحالة الاجتماعية للعائلة أو الفرد النازح. وعن الامتيازات التي منحتها حكومة الإقليم للعائلات النازحة قال :"بُنيت مدرستان، ابتدائية وثانوية تدرس مناهجها باللغة العربية". وتضم عنكاوا 16 مؤسسة تعليمية بين روضة ومدرسة ابتدائية وثانوية وتدرس غالبية المناهج باللغة الكردية، ويوجد فيها 26 مركزاً ودائرة حكومية عاملة. ويؤكد سولاقا"توظيف العديد من النازحين الحاملين شهادات عليا في المؤسسات الحكومية"واضطرار الاخرين للعمل الخدمي لسد رمق العيش. وأثّر النزوح على التوازن الاقتصادي المرتفع التكاليف، وساهم في إحداث خلل. واشار الى"زيادة الطلب على الخدمات التي تقدمها البلدية والاتصالات". ويؤكد على أن غالبية العائلات المقبلة إلى البلدة تأتي بالترتيب التصاعدي من بغداد فالموصل والبصرة، مضيفاً:"ليس لدينا مجمعات أو مراكز سكن مخصصة للعائلات القادمة، كما أن أحداً منها لا يسكن المقابر أو الأبنية المكتملة البناء كما أُشيع"، مشيراً الى أن"في الوقت الحالي ليس في النية إقامة مجمعات سكنية خاصة بتلك العائلات نظراً لما تكلفه من مبالغ كبيرة". غالبية العائلات النازحة تحاول البحث عن مكان سكن قبل تنفيذ قرارها بالرحيل عن مناطق سكناها، أما بالسكن عند الأقارب أو استئجار مكان من بعض الأصدقاء قبل مجيئهم. ويمكن المراقب ملاحظة النازحين وهم يحاولون البحث عن منازل أو شقق يستأجرونها على رغم أن رحلة بحثهم تنتهي غالباً بالفشل، فالإيجارات مرتفعة في شكل جنوني.