الى شوقي بزيع ذات ليلٍ مضينا نغذ الرؤى باتجاه الجنوبْ فلا من خرائط كي نهتدي للوهاد، فكانت بحوزتنا حفنة من نجوم ٍ نخبئها في الجيوبْ ففي كل مفترقٍ نوقدُ الضوءَ منها فصارت لنا مرشداً في ظلام تطاولَ يحفر عمقاً لمجراه بين التلالِ ونحن نؤكدُ أنفسنا بضياء النجوم ِ فنوغلُ أبعدَ... صوب الهضاب الرقيقةِ تلك التي تتكسر بين الحبوبْ أقولُ لشوقي بزيع... أما من وصولٍ لصورَ يقولُ: الطريقُ طويلٌ إليها ويلزمنا زمنٌ نادرٌ وغناءٌ كثيرٌ لكيما نكون هناك، أقول: لدي نجوم وفيرة سأقدحها كلما أعتمتْ فجيبي مليءٌ بها والبريقُ يبللني بوميض يزيحُ الكروبْ أقولُ: أما من علامه؟ فإني أرى السحبَ النائماتِ على جانبي الطريقِ تسد السبيلَ أما من صوى؟ من شواهدَ في الفضَوات - طيورٍ تدل هواجسنا عبقٍ في الهواءِ يقود الرموشَ - حفيفٍ يشيرُ يؤكدُ صورَ، يقربها من لوامسنا؟ من سراةٍ سروا في الرحيق كمدلجينَ يحجونَ ليلاً، وهم يحملون القرى والدروبْ يقول: اقتربنا من البحر والمستقى ثمة الآن ضوءٌ وراء الجبال وراء السماوات تلك إذاً صورُ ترقدُ وسط الهبوبْ تهيأ لشاطئها للأساطير تمشي بشارعها للإله يمسد زرقتها ويربت فوق المياه عليها كآلهة أنجبتْ لازورداً وبحراً يزيلُ الخطايا ويمسحُ عنا الشجى ويذيبُ الذنوبْ غداً سترى البردَ مرتفعاً لموازاة سجن الخيام الحصى بارداً كالإجاص الندى جامداً تحت ظل السهوبْ غداً سترى في الصخور جروحاً نزتْ في الرياح رضوضاً وفي الورد بعضَ الندوبْ غداً سترى قلعة خلف تلك التخوم، يؤسسها الشمعدانُ - البيادقُ تملأ أركانها وإله الجنودِ يصممُ حرباً وينتجُ أخرى ويتركها تتكدسُ بين القلاع وبين الميادين هذي الحروبْ غداً سترى في السماء دماً في النجوم حروقاً وفي الأفق أنقاضنا تتهدلُ مثل الغروبْ. 8 - 8 - 2006