ذات حلمٍ وشمس الضحى سطعت في هزيع الدجى كنت أمشى بجانب ظلّي الذي كان يمتد خمسييييييييين عامْ .... *** كنت أمشي وحيدًا وظلي وحيدًا فألقي عليه ويلقي عليَّ السلامْ ... *** (الرصيفان) و(السرو) والصمت في الشارع الكهل تضحك مني ومنه والشبابيك تنفث ضوءًا شفيفًا يبدد بعض الظلامْ .... *** المحلات مغلقةُ كل أبوابها والبيوت على ضفتي ذلك الشارع المتهالك تشكو ملامحها ومفاصلها السمر طول السقام .... *** آااااااه كم هذا المكان: عابقًا بالأمان مترعًا بالحنان كانت المزهريات في كل ركنٍ هنا ألفة ووئام .... *** المحبون كانوا يمرون من هاهنا بقلوب مخضبة بالهوى وحناجر مسكونة بأغاني الغرام .... *** الصبايا وراء الستائر ينصتن والشجو يأخذ أرواحهن إلى شرفات النجوم التي هاجرت في فضاء الهيام .... *** كنت أمشي وحيدًا وظلي تراجع عني كثيرًا كثيرًا خاف من صافرات (العسس) ونباح الكلاب .... احتواه التراب ... *** كان يشكو طوال الطريق الذي لم نصل نصفه ما يعانيه من غربة وعذاب .... *** ثم أغمضت عيني (وسرنمت) حينًا وشاهدت نفسي على قمة (الرِّدم) من بعد طول الغياب... *** عن يساري دنا البدر من رأس (منور) كيما يقبله مؤذنًا بالرحيل. كانت الشمس من خلف (عيسان) تمشي الهوينى مددت يدي وقبضت عليها وألقيتها في دهاليز (جيبي اليمين) الذي كان يحوي (فلاشًا) ومحفظةً ومفاتيح سيارتي و..و..و.....وبعض فتات الكلام .... *** وثم أمسكت بالبدر قبل الأفول وألقيته في دهاليز (جيبي اليسار) الذي كان يحوي مفكرة كنت أحفظ فيها هواتف بعض الصّحاب القدامى وجوالي المبتلى منذ حين بطول الرنين الذي صب في مسمعي من جميع الأحبة طول الملام .... *** نمت والنيّران بجيبيَ والكون معتكر ٌ في الديّاجي ولم أصح إلا على صوت قبرة فوق رأسي وفي يدها سيف حرف تردد في نشوة: (باسم رب الغلام) باسم رب الغلام باسم رب الغلام ... *** لم أفق بل أفاقت قصائد شعري لتطلق للناس ما كنت خبأت منذ الصبا في جيوبي وتتركني تائهًا في مدارات وهمي أخطط في جوّ عيني دروب الغمام ..... *** وأنثر نبضي حروفًا على ورق التوت قبل الضحى ترتشفها الفراشات أو يلتقطها الحمام...