الى روح الشاعر جورج غانم مثل أرزة لبنان.. عارية وهي مكسوة بالندى والنجوم مثل أيقونة السر في سقفه المرمري.. مرصعة بالجمال القديم مثل ما لو تعانقت الشمس والبحر فوق غصون الهواء مثل ما لو أطلت عليك ملائكة الله من شرفات السماء *** تجيء كما جئت بالأمس تنشق عنك غيوم المدى هكذا باهراً، ومهيباً، ومحتشماً مثلما أنت بالأمس لولا شراع شفيف من النور تنأى به الريح حيناً ويدنو به الموج حيناً وتمطر فيه نجوم السماء وينساب نشوان في مقلتيك وعاصفة من بروق زجاجية، تتداخل فيها القباب القديمة، والنصب الوثنية، والكائنات الغريبة يعبرن منك إليك ويعكسن دائرة الكون فيك وفي خلجات الصدور تجيء كأنك ما زلت بالأمس في حضرة الله والحب والشعر مشتعل الوجد في حالتيك غموض الرؤى، وانكشاف الحضور *** لي الله يا صاحبي المتمثل في الضوء والظل في وهج المجد والكبرياء لكأني بك الآن تختصر الكون في الشعر وحدك لم تسق زهرة عمرك من عرق خالطته الدموع ولم تنطفىء كلماتك في أفق أبدي الخضوع ومثل جميع النبيين اشعلت ذاتك في غير ذاتك حتى تفانيت في صلوات الوجود بعض ما لم تضفه اليك معانيك إنك فوق معانيك مغتسل بمياه الحقيقة متشح برداء الخلود! ولمن مجد لبنان؟ إن لم يكن مجده الضخم تاجاً لأبنائه وقواعد من ذهب للبناة وللحاصدين *** اقول لكم.. بعض ما حصدته المحاريث ليس حصاداً لكم بعض ما نسجته المغازل ليس خيوط مغازلكم بعض ما ترتدون من الوهج الماضوي ارتداد لكم ومرايا الوجوه وجوه مقنعة، والخطايا رصد فارفعوا للأعالي أناجيلكم ودعوا شمعدانات اديانكم تتقد ودعوا رسل الطائفية تطمس اسماءها في بقايا العيون التي عميت للأبد *** وهتفت بمن لم ير الطحلب الميت والنورس البربري وعشب المحيطات وهو يطلع بين يديك دع الحب يقهرك بالحب والقلب يأخذك للقلب واستلق تحت السماوات *** للريح في ساحة الريح إن شقت للبرق في رقصة البرق إن شئت للأوجه الزرق، والأعين المعتمات لأوثان أزمنة الرمل.. للموت في غابة الموت للمومياوات في مهرجانات آلهة المومياوات لزنبقة تتفتح في الصبح في راحيتك لسوسنة تتنفس عند الرحيل اشتياقاً إليك *** وها أنت ذا بيننا.. مثلما أنت بالأمس تنفخ روحك في الجسد المتمدد في بهو لبنان يا مجد لبنان، لست لمن صعدوا سلم المجد وحدك كن صليبك، أو كن شارة في صليبك كن كتابك، أو كن آية في كتابك كن سماءك، او كن نجمة في اغترابك كن قدر الأمس والغد ملء الفضاء واعط للبنان ما هو حق للبنان اعط للبنان، ما هو فيك، ومنك ودين عليك ولا تعط يوماً لغيرك ما لم تباركه أضرحة الخالدين وينهض به القادمون شهوداً لشمس تفيأت اضواءها أو شهوداً عليك 20/8/2001 تمارة - المغرب