هزم السناتور الديموقراطي جوزف ليبرمان، احد اهم مؤيدي الحرب على العراق، في انتخابات تمهيدية قبل الاقتراع التشريعي الذي سيجري في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في الولاياتالمتحدة، مؤكداً بذلك الاستياء المتزايد للاميركيين من هذه الحرب. واعترف ليبرمان ليل الثلثاء - الاربعاء في هارتفورد في ولاية كونيكتيكوت امام مؤيديه بهزيمته في هذه الانتخابات التي تهدف الى اختيار مرشح الديموقراطيين لتمثيل الولاية في انتخابات تشرين الثاني. الا ان ليبرمان 64 عاما وعد في الوقت ذاته بترشيح نفسه في الانتخابات التشريعية مستقلاً. وقال:"سأواصل خدمة هذه الولاية". وكشفت نتائج الاقتراع بعد فرز 95 في المئة من الأصوات ان رجل الأعمال الثري نيد لامونت حصل على تأييد 51.9 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 48.1 في المئة لليبرمان. وتأتي هذه الانتخابات بينما يتوقع ان يشكل العراق القضية الاولى في الاقتراع التشريعي المقبلة. وقال محللون انها يمكن ان تشكل اختبارا لموقف الناخبين الاميركيين في هذه المسألة وتؤثر في الحملة الانتخابية. وقد تؤدي الى عودة الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، الى الديموقراطيين. ومع انه ديموقراطي في الصميم، دعم ليبرمان بقوة حكومة الرئيس جورج بوش في الحرب على العراق في قرار لم يتمتع بأي شعبية بين الناخبين التقدميين في ولاية كونيكتيكوت. وسمح هذا الموقف لنيد لامونت بتحقيق تقدم كبير طوال الحملة الانتخابية وان كانت استطلاعات الرأي الاخيرة كشفت تراجع الفارق بينهما. وكان ليبرمان الذي يرى انه"كبش محرقة"للديموقراطيين، صرح قبل الاقتراع انه واثق من فوزه في هذه الانتخابات على رغم التراجع الكبير في شعبيته في الشهور الاخيرة. وكتبت صحيفة"نيويورك تايمز"في افتتاحية الاسبوع الماضي عبرت فيها عن دعمها الواضح للامونت ان"هذه الانتخابات التمهيدية ما كانت لتجري لولا العراق". واضافت"في جهوده يبدو انه فوق كل انقسام، تحول ليبرمان الى احد الحلفاء الاكثر فائدة لادارة بوش بينما يحاول الرئيس اللجوء الى الحرب على الارهاب كعذر للتغييرات الجذرية"التي يفرضها على هذا البلد. من جهته، وعد نيد لامونت 52 عاما المتعهد الذي يقيم في بلدة غرينتش وتقدر ثروته بحوالي مئة مليون دولار، بأن يحاسب الحكومة على قضيتي العراق والأمن القومي. وقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية"اي بي سي"ان"الحرب في العراق قضية اساسية. انها تكشف كثيراً نوع البلد الذي نعيش فيه وأولوياتنا". واضاف:"حان الوقت ليقدم الديموقراطيون بديلاً واضحاً لبرنامج بوش". اما المسؤولون في الحزب الديموقراطي فتحدثوا عن"زلزال سياسي"في حال هزيمة السناتور ليبرمان وبدأوا يخففون دعمهم السابق للحرب التي أصبحت تثير استياء متزايداً. وأوضح مثل على ذلك ممثلة نيويورك في مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية المحتملة للرئاسة، التي انتقدت بحدة"عدم كفاءة"الحكومة في الحرب. ودعت الاسبوع الماضي الى استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.