اسمه ليس على لائحة المرشحين في الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي، إلا ان الرئيس جورج بوش خاض الحملة الانتخابية بما يوحي ان مصير رئاسته، خلال السنتين المتبقيتين له في البيت الابيض، معلق بالتنائج التي قد تتمخض عن التصويت الذي بدأ صباح امس، فيما اكدت آخر الاستطلاعات استمرار تقدم مرشحي الحزب الديموقراطي لإنتخابات مجلس النواب على خصومهم الجمهوريين. ورغم ان الفارق بقي ضئيلا بين الحزبين في انتخابات مجلس الشيوخ، إلا ان احتمال خسارة الجمهوريين كلا المجلسين في الكونغرس خيم على الاجواء. ومن المتوقع ان يبدأ اعلان النتائج في وقت متقدم من ليل امس بتوقيت واشنطن. وواصل بوش نبرته المتفائلة، محاولا حث قاعدته الانتخابية على الخروج الى صناديق الاقتراع بكثافة لحرمان الديموقراطيين من نصر عزيز انتظروه 12 عاما، وهو ما وفره لهم تعثر المشروع العراقي للإدارة اليمينية وتزايد كلفة مواصلة حرب تبدو خاسرة على بعد آلاف الاميال من الشواطىء الاميركية. وبهذا تكون قوى التمرد المناوئة لقوات التحالف وللحكومة العراقية المنتخبة، فضلا عن الجماعات الارهابية وتصاعد عمليات الاقتتال السني-الشيعي في العراق، كلها ساهمت في اطاحة الغالبية الجمهورية في احد مجلسي الكونغرس على الاقل، ما قد يعطل اجندة الادارة خلال السنتين القادمتين. وللمرة الاولى ربما منذ الحرب العالمية الثانية، طغت حسابات السياسة الخارجية على الاقتصاد كأهم اعتبار لدى الناخبين، علما بأن الوضع الاقتصادي يواصل تحسنه مع تراجع نسبة البطالة الى أدنى مستوى لها منذ عقود. لكن السباق الى مجلس الشيوخ في ولاية كونكتيكت يعطي انطباعا مغايرا في ما يخص توجهات الناخبين ازاء الحرب في العراق. إذ فيما عاقب الناخبون الديموقراطيون السناتور الديموقراطي المعتدل جوزيف ليبرمان في الانتخابات الاولية بسبب تأييده حرب العراق، تخلى ليبرمان عن حزبه واعلن ترشيح نفسه كمستقل، ما مكنه من التقدم على منافسه من الحزب الديموقراطي نيد لامونت بنسبة 17 بالمئة، فضلا عن المرشح الجمهوري ألن شليسنجر الذي تجاهله الناخبون. ورغم ان ولاية كونكتيكت تعتبر من الولايات الزرقاء اي المؤيدة للديموقراطيين يبدو ان غالبية الناخبين ستصوت لديموقراطي مؤيد للرئيس بوش وللحرب في العراق. ويرى مراقبون انه في حال تبين خطأ التوقعات وفاز الجمهوريون، فإن السبب سيكون هو ان الناخبين الجمهوريين اعلنوا استياءهم من حزبهم وادارتهم لكنهم عند التصويت قرروا البقاء مع حزبهم في غياب بدائل مقنعة للسياسات نحو العراق لدى الديموقراطيين. وشهدت الانتخابات أمس اقبالا كثيفا غير مسبوق في السنوات الاثني عشر الفائتة تزاحم فيها ناخبو الحزبين الجمهوري والديموقراطي على صناديق الاقتراع والتي سيستمر فرز أصواتها حتى صباح اليوم، وسيتقرر على أساسها الطرف الذي سيدير السلطة التشريعية وما سيعنيه ذلك بالنسبة للبيت الأبيض. وتوافد ملايين الناخبين على أقلام الاقتراع منذ فتحها في السابعة صباحا ولن يقفل بعضها حتى ساعات متأخرة من الليل نظرا الى ارتفاع نسبة الاقبال، والتي لم تشهدها الولاياتالمتحدة منذ انتخابات 1994 وفوز الجمهوريين بالكونغرس. واعترضت عملية التصويت في ولايات بنسلفانيا وأوهايو مشاكل تقنية نتيجة الصعوبات لدى بعض الناخبين في استخدام الماكينات الرقمية التي تم استحداثها هذه الدورة، أو لجهة انقطاع التيار الكهربائي وتعطل الماكينات في ولاية فلوريدا. ونشرت وزارة العدل الامريكية اليوم 850 مراقبا في 22 ولاية لمنع التأثير على الناخبين أو وقوع اضطرابات في عمليات الاقتراع الالكترونية. وتحول اهتمام المعسكرين الديموقراطي والجمهوري الى الولايات الأشد تنافسا في هذا السباق وتحديدا ولايات بنسلفانيا وأوهايو وفيرجينيا وتينيسي ومينيسوتا ونيفادا، والتي سيحاول فيها الحزب الديموقراطي حصد ال15 مقعدا المطلوبة لانتزاع الأكثرية في مجلس النواب، و6 مقاعد في مجلس الشيوخ. وأجمع الخبراء على أن الاقبال الكثيف الذي رافق العملية أمس سيلعب لصالح الحزب الديموقراطي، اذ عكس استطلاع مجلة"تايم"أن ناخبي المعارضة الديموقراطيين هم أكثر حماسة للتصويت من منافسيهم الجمهوريين وبنسبة تصل الى 52 في المئة مقابل 39 في المئة. وأنهت انتخابات الامس حملة انتخابية تميزت بإنفاق مادي ضخم ناهز ثلاثة بلايين دولار، وتقدمت فيه السناتور هيلاري كلينتون في معركتها في ولاية نيويورك والتي صرفت فيها 29.5 مليون دولار رغم تقدمها بنسبة 35 في المئة على المرشح الجمهوري. وخصص الحزبان مبالغ خيالية للاعلانات التلفزيونية وسجلوا رقما قياسيا لهذه الدورة، بأكثر من 600 اعلان في الايام الأربعة الأخيرة.