تصدرت تطورات الأوضاع في السودان وموضوع عقد قمة عربية والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان المحادثات التي أجراها الرئيس السوداني عمر البشير أمس مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وحضر اللقاء في الدوحة وزير الدولة الشيخ حمد بن سحيم آل ثاني ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ووزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ووزير رئاسة الجمهورية اللواء بكري حسن صالح وعدد من المسؤولين من الجانبين. وقال وزير الخارجية السوداني إن المحادثات تناولت تنشيط اللجنة الوزارية المشتركة. وعلم ان البشير وجه دعوة لأمير قطر لزيارة السودان في وقت قريب. وقال إسماعيل إن البشير توجه بالشكر للشيخ حمد على "دوره الكبير في اصلاح العلاقات السودانية - الاريترية، حتى عادت إلى وضعها الطبيعي". وأضاف ان الزعيمين "تفاكرا في شأن الوضع في الصومال وأهمية إحلال السلام هناك". وأوضح ان محادثاتهما "تناولت ما يقوم به العدو الصهيوني في لبنان، وأكدا أهمية الدعم العربي للبنان في مواجهة هذه المحنة"، مع ضرورة عقد قمة عربية لتحقيق حد أدنى من التضامن. وقال الوزير السوداني إن زيارة البشير للكويت "أنهت القطيعة تماماً وأعادت العلاقات إلى وضعها الطبيعي". وأوضح ان زيارة البشير للسعودية السبت المقبل هي "خطوة في إطار عودة العلاقات الطبيعية بين السودان والمملكة العربية السعودية وتطويرها في المجالات كافة". وسألت "الحياة" الوزير السوداني عن العلاقات السودانية - الأميركية والدور المصري، فقال إن "هناك اتصالات بعضها مباشر وبعضها عبر دول أخرى وان لقطر ومصر دوراً" في هذا المجال. وقال إن وفداً أميركياً سيزور السودان الشهر المقبل، ووصف "الاشارات الصادرة من واشنطن حالياً" بأنها "ايجابية، وتشير إلى أن الأوضاع تتحرك إلى الأمام". وفي شأن موعد عقد الاجتماع الأول بين وفدين من الحكومة والمعارضة السودانية، قال إنه يتوقع أن يتم قبل نهاية الربع الأول من هذا العام. وخاطب الرئيس عمر البشير عدداً من أفراد الجالية السودانية لدى وضعه حجر الأساس لمبنى السفارة السودانية في الدوحة خلال زيارته القصيرة للعاصمة القطرية. وانتقد البشير "المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي" الذي اغلقت الحكومة السودانية مقره قبل أيام، وقال: "إن المؤتمر كان أحد المراكز التي كانت تثار فيها المشاكل وتأتي إليه عناصر معارضة لدولها". وأشاد البشير بدعم أمير دولة قطر للسودان في "المواقف الداخلية والاقليمية والعالمية". وقال: "إن الوضع في السودان الآن بخير. حسمنا كثيراً من القضايا التي كانت تسبب المشاكل سواء على المستوى الداخلي أو في علاقاتنا الثنائية". وشدد على أن قراراته الأخيرة بعد خلافه مع الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي كان هدفها "القضاء على الازدواجية التي كانت ظاهرة في السلطة". وانتقد الصراع الذي ساد أخيراً مع الرئاسة في الحزب الحاكم والبرلمان، وقال "إن هذا عطل الحياة، إذ انشغل الناس بصغائر الأمور عن قضايا مهمة تواجه البلد"، مشيراً إلى أن "قضية التعديلات الدستورية هامشية، وأمامنا قضايا ملحة مثل علاقاتنا مع دول الجوار وقضية الحرب في الجنوب، وقرار أميركا دعم حركة التمرد ب400 مليون دولار". ووصف هذا القرار بأنه "إعلان حرب على السودان". وأكد أنه "لا تراجع عن النهج الإسلامي"، لكنه لفت إلى أن "كثيراً من الأخطاء ينسب لحركة الإسلام، والإسلام بريء من كل الممارسات التي كانت تتم باسمه". وقال: "إن حرية التعبير والعبادة والعقيدة والدعوة والتنظيم سواء للتنظيمات النقابية أو الحزبية مكفولة بالقانون". وأكد أنه "لن يحدث تعسف على الحرية، ولن يكون هناك قيد على الحريات". واعتبر ان الحرب في الجنوب هي سبب كل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان، و"سيظل همنا واسبقيتنا التوصل إلى سلام في جنوب السودان". ورأى أن "بداية جادة ظهرت الآن بعد تعيين سكرتاريا ومندوبين لإدارة الحوار بين الحكومة وحركة التمرد" في إطار وساطة الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد. ودعا البشير المعارضة إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الذي تعمل لجنة تحضيرية مصرية - ليبية على الإعداد له، وقال: "إن اتصالاتنا الثنائية مع المعارضة مستمرة".