تعطلت الجهود الانسانية في جنوبلبنان أمس لليوم الثاني على التوالي، وسط مساعٍ تبذلها منظمات الاغاثة لاستحداث طرق جديدة توصل من خلالها المساعدات الغذائية الى البلدات والقرى المحاصرة. وبحسب تقرير للهيئة العليا للإغاثة، بلغ عدد النازحين 915 ألف شخص، 45 في المئة منهم من الاطفال. وأفادت الهيئة ان 565 ألف نازح يقيمون عند أقرباء او أصدقاء لهم ونحو 131 ألفاً يسكنون في مدارس ومؤسسات عامة، فضلاً عن مغادرة 220 ألفاً الاراضي اللبنانية بينهم 150 ألفاً يقيمون في سورية. وقدرت الهيئة بالتنسيق مع الوكالات الدولية عدد"الصامدين"في الجنوب بأكثر من 100 ألف شخص، لافتة الى ان ايصال الاغاثة الى المقيمين منهم في مناطق معزولة بات عسيراً جداً. وقبيل مغادرته لبنان الى اسرائيل أمس، أشار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر الى صعوبة الوضع والى أهمية ايصال المياه والغذاء وتوفير عناية صحية التي"تشكل الاولويات في الجهود التي تبذلها هيئات الاغاثة، وان شاغلنا الأساسي هو ايجاد ممر الى جنوبلبنان". ولم تتمكن أمس سوى قافلة واحدة من التحرك باتجاه مدينة صيدا جنوب، ولم يتلق المعنيون ضمانات أمنية اسرائيلية لتوجه قافلة الى النبطية، كما تأجل ذهاب فريق استطلاعي تقويمي الى صور. وكانت منظمات الاغاثة الدولية أوقفت عملياتها في الجنوب أول من أمس، وأعلن برنامج الأغذية العالمي انه يحاول نقل الامدادات الى صور، التي قطعت طرقها البرية، بواسطة القوارب. وقال الناطق باسم البرنامج روبن لودج:"نسعى الى هبوط طائرتين محملتين بامدادات إغاثة في الاردن وجلب نحو 170 طناً منها عبر سورية". وحتى الآن، وزع البرنامج 384 طناً من الطعام على النازحين في بيروت من خلال منظمات غير حكومية، ولفتت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين الى نضوب في مخزونها. وقالت منظمة"اوكسفام"البريطانية للإغاثة انها تواجه عوائق في عملية توزيع المساعدات بسبب القصف، ما اضطرها الى التحرّك فقط في بيروت. وجمع برنامج المساعدات حتى تاريخه 52 مليون دولار من أصل 154 مليون دولار مقدرة. وحددت"يونيسيف"154 مدرسة في بيروت لتحسين المرافق الصحية العامة بما في ذلك أنظمة الصرف الصحي المحسنة، وتحسين نوعية المياه وتركيب أجهزة للاستحمام. ويستفيد منها 37 ألف نازح. وتهدف وزارة الصحة بدعم من"يونيسيف"ومنظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع مجموعة من المنظمات غير الحكومية الى مباشرة حملة تلقيح للأطفال ضد الحصبة والشلل وأمراض أخرى. وعلى صعيد الجسر الجوي للمساعدات، حطت في مطار الرئيس رفيق الحريري أمس خمس طائرات آتية من الامارات والصين واليمن تحمل 55 طناً من الخيم والحرامات والأدوية ومولدات كهربائية، وسيارتي اسعاف مقدمتين من الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الامارات حاكم دبي. ووصلت أمس الى منطقة البقاع الاوسط 12 شاحنة محملة ب20 طناً من المؤن الغذائية والصحية، 4 من هذه الشاحنات مخصصة للاجئين الفلسطينيين. وينتظر ان ترسو اليوم في مرفأ بيروت باخرة مصرية محملة ب1250 طناً من المياه في عبوات يسهل نقلها الى النازحين. وستحط في المطار طائرة عسكرية مصرية على متنها 15 طناً من مواد غذائية وطبية منها طنان أنسولين تلبية لحاجات وزارة الصحة. وفتح مصرف"مصر لبنان"حساباً جارياً لقبول التبرعات والمساعدات"لصالح الشعب اللبناني"وساهم فيه ب100 ألف دولار. وحطت في مطار لارنكا أمس طائرة روسية تحمل خيماً وأغطية وفرشاً سُلمت لبرنامج الاغذية العالمي. وستنقل طائرات روسية مماثلة في 11 و15 الجاري 20 طناً من علب اللحوم والحليب و10 أطنان من الرز و5 أطنان من السكر و22 طناً من الأدوية والتجهيزات الطبية وأدوات كهربائية. وقود القوات الدولية ينفد الى ذلك حذرت القوات الدولية في جنوبلبنان امس من ان الإبقاء على عدد من مواقعها يتطلب حصولها على محروقات خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وقال بيان صادر عنها امس ان"المواقع المتقدمة لليونيفيل في القطاع الشرقي تعاني من ازمة حادة في المحروقات وأن تزويدها بها خلال الساعات الثماني والأربعين حيوي لاستمرارها". وقال بيان القوة الدولية ان مقرها العام في الناقورة إضافة الى 18 مركزاً آخر باتت في منطقة عمليات الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي يعوق"حرية التحرك والقدرة على تأمين تموين مواقعها وإيصال المساعدات الإنسانية". واتهم البيان الجيش الإسرائيلي بپ"عدم التجاوب مع طلبات قوات الأممالمتحدة المتكررة اعادة فتح الطريق التي تربط صور ببيروت عبر اقامة جسر موقت فوق نهر الليطاني". وكانت الغارات الإسرائيلية الاثنين عزلت صور من جهة الجنوب وجهة صيدا بعد قصفها آخر الجسور. وأشارت القوة الدولية، من جهة ثانية، الى ان الجيش الإسرائيلي أكد لها ان أي تحرك لأي سيارة، باستثناء سيارات اليونيفيل او الصليب الأحمر، ممنوع جنوب الليطاني، وأنها قد تستهدف هذه السيارات في حال تنقلها في المنطقة المحظورة.